لدي حلم أسعى لتحقيقه لكني أتعثر بسبب كثرة المسؤوليات.
2018-09-09 10:10:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا امرأة متزوجة ولدي 4 أطفال، وحياتي الزوجية مستقرة -ولله الحمد-، مشكلتي هي أن لدي حلما كبيرا أسعى لتحقيقه، ولكني أتعثر دائماً بسبب كثرة المسؤوليات الملقاة على كاهلي، كأم وزوجة وربة منزل، وكثرة الظروف الحياتية الطارئة؛ مما يسبب لي التشويش الدائم والتعب المستمر، وعدم التركيز على أهدافي، وهذا ما يحزنني في أغلب الأحيان.
شخصيتي طموحة دائماً ولا أرضى إلا بالأفضل، وهذا ما يتعبني جداً، فلا أنا استطعت أن أحقق ما أصبو إليه، ولا أنا استطعت أن أقنع بحياتي البسيطة والعادية.
دائماً أتساءل: هل أنا أمشي في الطريق الصحيح، أم أنا أضيع وقتي وأهدر طاقاتي في غير المكان الصحيح؟ أشعر أنني يجب أن أركز اهتمامي على أطفالي فهم كنزي الغالي، واستثماري في الدنيا والآخرة، ولكن في الوقت ذاته أخاف إن أهملت رغباتي وطموحاتي سيأتي يوم وأغرق في وحل الندم، زوجي يريد مني أن أعطي وقتي وجهدي لأبنائي وبيتي فقط، ولكنني أخاف أن ذلك سيجعلني ضعيفة ومحتاجة إليه دائماً، وأنا أكره ذلك وسأحتقر نفسي لذلك.
أرشدوني فأنا في حيرة شديدة، لأني أخاف أن أضيع شبابي وصحتي في الاعتناء ببيتي وأطفالي، ثم ينقلب ذلك ضدي فيما بعد، هذا الخوف دائماً ما يجعلني غير قادرة على العطاء والتضحية من أجل عائلتي، وغير راضية عن نفسي كذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بابنتنا وأختنا الطموحة، وهنيئا لك بأسرتك المستقرة، وبشرى لك بحمدك لربنا الكريم الحميد، وبشكره سوف تنالي المزيد، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
النجاح الحقيقي هو النجاح الشامل الذي يتحقق فيه نجاح داخلي وخارجي، وفي الحاضر وفي المستقبل، وكل ذلك ممكن بتوفيق الله عز وجل، ثم باتخاذ الأسباب، والتي منها تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات، مع ضرورة تشجيع النفس، وإظهار الفرح بكل نجاح، وإن قل فإن القليل يأتي بعده الكثير.
ولا أظن أن هناك تعارضا بين الاهتمام ببيتك وأولادك وبين تحقيق طموحاتك، بل إن اهتمامك ببيتك وأولادك يعتبر من أكبر ما يحقق بقية نجاحاتك، وثقي بأن زوجك وأولادك هم أول من يسعدوا ويفرحوا بنجاحاتك، وهم أكبر مستفيد من تقدمك.
أختنا الفاضلة، نحن نخطىء عندما نربي أبناءنا على الاتكالية، ونجرم في حقهم وفي حق أنفسنا إذا لم نربهم على تحمل المسؤولية، بل إن الزوجة الذكية تشرك زوجها في المهام الأسرية، وحمل الشيء الثقيل يصبح سهلا عندما تتعاون فيه الأيادي، وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى الموفق سبحانه فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا به سبحانه.
2- التعوذ بالله من العجز، وهو نقص في التخطيط، ومن الكسل وهو خلل يقعد عن العمل.
3- تحديد الأهداف القريبة والبعيدة وكتابتها، ورسم خطط لتنفيذها.
4- توزيع الأدوار بين أفراد الأسرة.
5- الانتقال إلى الجانب العملي، والتقليل من التنظير.
6- عدم الوقوف طويلا عند العقبات، وترك الدوران حول النفس، والبعد عن جلد الذات.
7- إعطاء النفس حقها من الطعام وحظها من الراحة.
8- وضح خطة واضحة واقعية، والسير في تحقيقها باعتدال، وتكلفي من العمل ما تطيقين، كما هو توجيه رسولنا الأمين.
9- عدم التحسر والتأسف على ما فات؛ لأن البكاء على اللبن المسكوب لا يعيده.
10- الاستفادة من أخطاء الماضي والعثرات، وهذا شأن الناجحين والناجحات، وكثيرا ما نتعلم من أخطائنا.
11- الاستعانة بالله والتوكل عليه، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنه ذكر وكنز واستعانة بالله.
12- تقوى الله والحرص على ذكره وشكره وحسن عبادته.
13- الصبر ثم الصبر.
14- الاستمرار في التواصل مع موقعك، وحبذا لو حددت الأشياء التي ترغبين في تحقيقها؛ حتى يتمكن الخبراء في موقعك من تقديم المساعدة والتوجيهات انطلاقا من تخصصاتهم.
ونسأل الله ان يوفقك ويسدد خطانا وخطاك.