الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن العسيري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: بالفعل أعراضك هي أعراض متقطعة وسماتها الأساسية هي قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، وأنت أحسنتَ بأن قابلت أحد الزملاء الأطباء المختصين للتأكيد على التشخيص، وكذلك للخطة العلاجية، وبفضلٍ من الله تعالى أنت مُدركٌ تمامًا بالآليات العلاجية السلوكية وكذلك الاجتماعية.
أخي أنا أقول لك: لا تنزعج؛ لأن بعض الناس أصلاً لديه شيء من الاستعداد لقلق المخاوف أو الوساوس، وأنا متأكد أن القلق قد ساعدك لتنجح في الحياة في أشياء كثيرة جدًّا، فهو ليس كله سيئ، لكن قطعًا حين يزيد عمَّا هو مطلوب تكون له بعض الآثار والأعراض السلبية.
أرجو أن تواصل – أخي الكريم – في برامجك السلوكية والاجتماعية، وممارسة الرياضة يجب أن تكون في رأس أسبقيات ما تقوم به.
بالنسبة للفكرة الوسواسية حول الانتحار: كما تُدرك وتعلم –أخي الكريم– هذه الأفكار يجب أن تُحقَّر، وحتى المقاومة لها أنا لا أؤيدها كثيرًا، لأن الإنسان إذا قاوم الشيء يعني أنه قد أعطاه اعتبارًا، لكن حين يكون هنالك تجاهل منذ البداية وصرف الانتباه هذا أمرٌ جيد.
وأريدك أن تستبدل هذه الأفكار حين تأتيك بفكرة أخرى، تأخذ سياق القرآني العظيم {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}، ردِّدْها عدة مرات، أنا متأكد أنها سوف تُزيح الفكرة الوسواسية، أنا أعرف أنك لن تقدم على الانتحار، ولا تفكّر فيه، لكن وجود الفكرة بصفتها التي ذكرتها قطعًا مزعجة، وللفائدة راجع تحريم الانتحار والتفكير فيه: (
262983 -
110695 -
262353 -
230518).
أخي: قطعًا يجب أن ترجع لتناول الدواء، لأن المكوّن البيولوجي للقلق الوسواسي والمخاوف لا نستطيع أبدًا أن ننكره، فهو موجود وأكيد، وبفضلٍ من الله تعالى اللسترال دواء متميِّز وسهل التناول، وقليل الآثار الجانبية، ولا يُسبِّبُ الإدمان، وأنا أعتقد في هذه المرة: أن ترفع الجرعة تدريجيًا حتى مائة مليجرام – أي حبتين – في اليوم، لأن الدعم الكيميائي الإيجابي يُطيل حقيقة من فترة التعافي والشفاء إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.