ابني مسحور وقد قاطعني، فكيف أسترده؟
2018-07-18 02:02:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعتقد أن ابني الأكبر مسحور؛ لأنه قاطعني لسبب تافه بعد أن غادر إلى بلد آخر للدراسة، وأنا لا أستطيع السفر إلى ذلك البلد الأوروبي، وحاولت مرارا وتكرارا الاتصال به، ولكن في كل مرة يصدني بعصبية غريبة، ويقول إن مجرد رؤيته لرقمي يرفع ضغطه، ولا يستطيع التنفس.
زوجي أيضا حاول معه مرات عديدة، وكل مرة يقول له لا تكلمني في هذا الموضوع، أشعر أن قلبي سيتوقف، وهكذا كل مرة، منذ ستة أشهر لم أسمع صوته، الكلام الوحيد هوالكلام المزعج، وأنه ليس له أم.
أعتقد جازمة -والعلم عند الله- أنه مسحور، وخاصة أني منذ حوالي سنتين حصل خلاف بيني وبين أخت زوجي، وكنت منذ عشر سنوات عندما كنت أساعدها في الانتقال من منزلها لمنزل آخر قد شاهدت لديها كتابا قديما جدا عن السحر وطلاسمه.
ماذا أفعل كي أسترد ابني الذي هو كل حياتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأشكر لك تواصلك سائلاً الله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك، وييسر أمرك، ويجمع شملك بولدك والأسرة على محبة وخير.
- بالنسبة لمقاطعة ولدك لك – هداه الله وعافاه وأصلحه – لسبب تافه لا يستحق هذه الإساءة البالغة في حق الوالدة، والتي أمر الشرع بالإحسان إليها وإلى الوالد في نصوص كثيرة (وبالوالدين إحسانا), فيُحتمل أن يكون لابتلائه بالسحر للقرائن التي ذكرتيها, وعندئذ فلا بد من تذكيره بضرورة ملازمة الصلاة والأذكار وقراءة القرآن والدعاء، وعرض نفسه لدى بعض الرقاة المعروفين بالصلاح والاستقامة (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
- كما يحتمل أن تكون هذه المعصية الكبيرة نتيجة لبعده عن الله تعالى وقسوة قلبه وصحبته لأهل السوء, وبالتالي فلا بد من السعي والحرص على طلب هدايته بتذكيره ونصحه والدعاء له والتواصل معه، وتكليف بعض الصحبة الصالحة في زيارته وصحبته ونصحه بالترغيب والترهيب له من الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة, لا سيما من الإخوة والأهل والأقارب المتحلين بالعلم والوعي والثقة والأمانة والحكمة.
- أوصيك بالمزيد من الصبر عليه، وأن تهوّني الأمر على نفسك بعدم المبالغة في ردة فعلك بالوقوع في الهموم والأحزان, ومحاولة بذل الجهد وتغيير وسائل الحلول.
- ومن المهم الاستماع إلى تبريره لتصرفاته لمعرفة أسباب قطيعته، والحرص على إزالة هذه الشبهات إذا توفّرت، وتذكيره بمحبتك له، وأن الغضب إنما هو لسلوكه فحسب، وتحذيره من حمل الضغينة والحقد لأي أخطاء أو عيوب تصدر من الناس, وحق الوالدين أولى بالعذر والمراعاة خاصة.
- أكثري من الدعاء والاستغفار وحسن الظن بالله، وملازمة الصلاة وقراءة القرآن, فمن كان مع الله تعالى كان الله معه.
والله الموفق والمستعان.