رهاب العمل جعل مني عاطلا كسولا، فماذا أفعل؟
2018-05-13 02:25:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 31 سنة، ولا أعاني من أي مرض – لا ضغط ولا سكري - والحمد لله، ومشكلتي أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ قرابة السبع سنوات، يعني منذ سنة 2011، فقد كنت أشعر برغبة شديدة في العزلة، والانطواء والخوف من الأماكن العامة، وهذا ما أثر سلباً على مساري الدراسي والاجتماعي، فأنا الآن ليس لي هدف في الحياة، وأشعر بخوف كبير من المستقبل، ومن الخوض في الحياة بشكل عام، وعدم الرغبة في المواجهة، والهروب من كل المواقف الاجتماعية، لدرجة أني الآن لا أعمل، إضافة إلى أنني أفقد الثقة بنفسي، وتسيطر علي الأفكار السلبية، والتشاؤمية، وطوال هذه السبع سنوات لم أتعاطَ اي دواء نفسي، وفضلت المقاومة والانخراط في المجتمع، لكن بدون جدوى، ولم أكن أعلم أنني أعاني من الرهاب إلا هذه الأيام، وهذا بفضل الله.
دائما ما تقوم والدتي بالإلحاح علي بضرورة البحث عن عمل، وتظن أنني أنا من يتقاعس ويتكاسل، ولا يحب العمل، وهي لا تعلم ولا تدري ما يحدث معي وما أعانيه في صمت، أنا الآن لا أملك الثقة، ولا الشجاعة، ولا الإرادة لعمل شيء، بل كلما تكلمت معي والدتي في هذا الموضوع أو أي شخص آخر أشعر بضيق في صدري، وتوتر شديد وتسارع النبضات وغصة في حلقي، وحالة نفسية سيئة، وعدم المقدرة على الكلام، بالإضافة إلى ضغط كبير أشعر به حينما أتعرض لمواقف أخاف منها، مما يؤدي إلى الهروب منها.
كما أنني أعاني من التسويف والمماطلة، وهذا ما جعلني أضيع مشاغلي ولا أنجز مهامي، والتفريط في أموري الدنيوية، وهذا ما جعلني أفقد الكثير من الفرص، وخاصة فيما يخص الجانب العملي، ومن أمثلة التسويف والمماطلة: أحيانا يكون عندي شغل ما مثل استخراج وثائق، أو الذهاب إلى شركة تبحث عن عمال، فأقول غدا أذهب، ثم لا أذهب، وأقول غدا، إلى أن تمر الأيام بسرعة ولا أذهب وأبقى أتحسر على ما فاتني، وأبقى ألوم في نفسي.
هذه الأعراض تقلقني جداً، وتشعرني بأني لن أقوى على مواجهة مشاكلي أو حياتي العامة، باختصار، أعاني من رهاب العمل؛ لأني أشعر بعدم المقدرة على البحث عن أي عمل أو التكيف معه.
كما أنني مؤخراً صرت كثير النوم، ولا أستطيع الاستيقاظ صباحا إلا بشق النفس، وقد خيم علي الكسل والفتور والعجز إلى درجة لا تطاق والله المستعان، بالإضافة إلى أن نومي بعض الأحيان مضطرب، وأعاني الارق.
والرهاب لا يذهب بالمواجهة - وهذا كلام مجرب -، ولو كان يذهب بالمواجهة فمن المنطق ومن المفترض أن يذهب مني، لكنه لا يفارقني وأصبحت متعايشًا معه، وأنا مقصر في حق أهلي في الكثير من الأمور بسبب الرهاب، لكن هذا ليس بإرادتي -والله أعلم بحالي -!
أريد شيئًا يساعدني ويخلصني من هذه الأفكار التي تكاد تدمر حياتي، وأنا أعرف أنها وهم، لكن ما باليد حيلة والله المستعان.
من أجل هذا كتبت لكم، فأنا أريد أن آخذ دواء نفسيا يفيدني في التخلص من الرهاب وخاصة -فوبيا العمل أو رهاب العمل-، كما أنني لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لغلاء الأسعار، ولإمكانياتي المتواضعة، أرجو تقييم هذه الأعراض جيداً، وإعطائي العلاج المناسب.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طاهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالرهاب الاجتماعي مرض نفسي، ومعظم الأمراض -يا أخي الكريم- تحتاج إلى علاج ومساعدة خارجية، نعم بعض الأمراض عندما تكون بسيطة قد يتغلب عليها الشخص بنفسه أو تذهب بدون مساعدة، ولكن غالبية المرضى يحتاجون لمساعدة، وبالذات إذا كان المرض شديداً وأثر على أدائهم كما يحدث معك.
الشيء الآخر -يا أخي الكريم- المواجهة قد تكون فعالة في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكن هذه المواجهة يجب أن تكون على أسس سليمة وبطريقة علمية، ويقوم بها المعالجون النفسيون، حيث يعلمونك كيفية المواجهة، المواجهة لا بد أن تكون متدرجة من الأسهل فالأسهل إلى الأصعب فالأصعب.
الشيء الثاني: ثبت أيضاً أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي هو أفضل من العلاج السلوكي المعرفي -يا أخي الكريم-، هناك أدوية كثيرة فعالة في علاج الرهاب الاجتماعي، ولعل السبرالكس يكون أكثر ملائمة لك، والحصول عليه متيسر ويأتي في شكل حبوب 10 مليجرامات، ابدأ بـ 5 مليجرامات بعد الغداء يومياً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك خذ حبة كاملة، وتحتاج إلى 6 أسابيع أو شهرين حتى تحس بفائدته، وتذهب عنك الأعراض، وبعد ذلك يجب عليك الاستمرار فيه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم أوقفه بالتدرج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى تتوقف تماماً.
وفقك الله وسدد خطاك.