كيف أتغلب على خوفي ووساوسي؟
2018-05-02 02:31:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وكتب أجركم، وجعله الله في موازين حسناتكم على هذه البادرة الطيبة.
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، طالب في الكلية، ومتزوج -ولله الحمد- قبل خمس سنوات (قبل الزواج) أتتني حالة غريبة، وهي كتمة في الصدر وخوف شديد من السفر، استمريت على هذه المعاناة قرابة سنتين، ولم أراجع أي طبيب نفسي، خوفاً من الأدوية النفسية، تألمت كثيرا وصارت حالتي من سيء لأسوأ، ولم أذهب لأي مكان خارج بلدي، وتعقدت حالتي بالنظر إلى أصدقائي بكثرة سفرهم وتنقلهم.
بعدها قررت أن أذهب لدكتور نفساني، فصرف لي دواء سيبرالكس من 5 إلى 20 ملجم بالتدرج، وتحسنت حالتي بنسبة 70% ولله الحمد، تزوجت وسافرت وذهبت من بعدها رجعت حالتي أسوأ، علما أني لم أقم بزيارة الطبيب في السابق مرة أخرى، وفي تاريخ 1438/8/2 ذهبت إلى دكتور نفساني وأخبرته أنني أستخدم سيبرالكس 20 ملجم، وشكيت له الأعراض وهي:
1- عند الاستيقاظ من النوم والذهاب للكلية كأنني بدون عقل أو أكاد أن أجن، وتخف الحالة تدريجيا.
2- كثرة استخدام الجوال بالألعاب المسلية خوفاً من حدث يأتيني.
3- عدم السفر خوفا من الدوخة في الطريق وفقدان العقل.
4- تشتت الفكر وعدم الراحة.
5- تأتيني تساؤلات وأقول في نفسي: كيف أنا؟ وأناظر بعيوني ويكون تركيزي كله في نظري وتأتيني دوخة.
6- التهرب من الاجتماعات العائلية خوفا من حدوث دوخة أو التصرف كالأطفال.
7- تأتيني حالة تجعلني أضع يدي على فمي، لكي أشعر أن داخلي هواء أو أوكسجين.
قام الطبيب بتغيير دواء سيبرالكس إلى انكسيتين، وذلك بقطع السيبرالكس تدريجيا بـ 10 ملجم مدة أسبوع، و 10 ملجم يوما وراء يوم مدة أسبوع، مع العلم أنني مستمر على انكسيتين منذ تاريخ 1438/8/2 والسيبرالكس سأتوقف عنه بالتدرج.
ما رأيكم بدواء انكسيتين؟ وهل له نتيجة؟ وما رأيكم بطريقة الدكتور؟
أعتذر عن الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأشكرك أيضًا أنك قد ذهبت إلى طبيب نفسي بعد أن تحسَّست هذه الأعراض والتي من وجهة نظري – ومن حيث التشخيص – لديك ما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف الوسواسي.
العلاج يجب أن يكون دوائيًا ونفسيًا واجتماعيًا وسلوكيًا، هذه الأربعة يجب أن تكون مع بعضها البعض، لتعطي نتائج مطلوبة ونجاحا في العلاج المرجو.
العلاج النفسي يتطلب أن تُحقّر فكرة الخوف والوسوسة، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك.
واجتماعيًا: يجب أن تُحسن التواصل الاجتماعي، وتُمارس الرياضة، وأن تقوم بواجباتك الاجتماعية، وتحرص على الصِّلاتِ الأسرية، وأن تطور نفسك ومهاراتك، وعلى النطاق الإسلامي – أخي الكريم – الالتزام بالصلاة في وقتها، وكل العبادات والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، تزيل الوسوسة وتبعث طمأنينة كبيرة في النفس.
محور العلاج الرابع قطعًا هو الدواء، والحمد لله تعالى وصف لك الطبيب دواء ممتاز، السبرالكس دواء رائع، لكنه لم يؤد النتيجة المرجوة، وهذا يحدث لدى بعض الناس، حيث إن الدواء غالبًا لم يتوافق معك من الناحية الجينية أو الوراثية، وبعد ذلك قام الطبيب – جزاه الله خيرًا – بإعطائك هذا الدواء، وهو انكسيتين – وهو فلوكستين، هكذا يُسمَّى، واسمه التجاري المشهور هو بروزاك – هذا دواء ممتاز، دواء رائع، يقوم تقريبًا بنفس فعالية السبرالكس، وإن كانت فعاليته في علاج المخاوف أقل، أو قد تستغرق وقتًا أطول، لكنه دواء فعّال لإزالة الاكتئاب، وعلاج للوسواس، وكذلك علاج للقلق، وحتى المخاوف – كما ذكرتُ لك – كما أنه يتميّز بأنه يعطي الإنسان شيئًا من اليقظة، وتحسين الدافعية، وحضور الذهن، هذا مهمٌّ جدًّا - أخي الكريم – قطعًا للإنسان من حيث صحته النفسية.
فيجب أن تستمر على هذا الدواء، ويجب أن تلتزم به، وأنت لم تذكر الجرعة التي وصفها لك الطبيب، لكن مراحل الجرع ثلاثة: الجرعة التمهيدية، والجرعة العلاجية، ثم الجرعة الوقائية، الجرعة التمهيدية في حالتك قد تكون كبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجرامًا – ثم بعد ذلك تنتقل للجرعة العلاجية، والتي أتصور أنها في حدود الكبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجرامًا – علمًا بأن هذا الدواء يمكن أن يتم تناوله حتى ثمانين مليجرامًا في اليوم – أي أربع كبسولاتٍ – لكن أرى أن أربعين مليجرامًا سوف تكون كافية في حالتك، ثم بعد ذلك ينتقل الإنسان إلى الجرعة الوقائية، والتي تكون في حدود كبسولة واحدة في اليوم تقريبًا، ثم مرحلة التوقف التدرُّجي من الدواء، وهذه كلها معلومة لدى الطبيب، ذكرتُها فقط من أجل التذكرة وتأكيد الأصول العلمية للعلاج.
طريقة الدكتور طريقة سليمة، وعليك بالمتابعة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا العلاج، ولا تنسى حقيقة أن تُفعّل المحاور العلاجية الأخرى، هذه العناصر العلاجية التي ذكرتها لك – إسلاميةً كانت، أو اجتماعية، أو سلوكية – مهمَّةٌ جدًّا، وهي تُدعّم الدواء، ويُدعِّمها الدواء، مما ينتج عنه إن شاء الله تعالى صحة نفسية متكاملة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.