أحببت شاباً وخطبني وأواجه صعوبات في تغيير أفكاره السلبية.
2018-04-18 04:31:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أحب شاباً أكبر مني بسنة واحدة، وهو يصلي وبار بوالديه، ولا يبدو صغيراً عند رؤيته، لكن أحيانا أواجه صعوبات في تغيير أفكاره السلبية، وأظن أن هذا راجع لعمره.
هو يريد خطبتي، فأرجو أن تنصحوني بشأن عمره، وكيف أتعامل معه؟ وهل أقبل به زوجاً؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك ا-بنتي الكريمة- ورداً على استشارتك أقول:
الحب أمر جبلي، جبل الله البشرية عليه، ولكنه سبحانه وتعالى جعل لذلك الحب ضوابط شرعية، ولم يترك للناس الحبل على الغارب، كما يحصل في بلاد الغرب التي لا ترفع للقيم الشرعية رأساً، بل تطلق العنان للشهوات لتسرح وتمرح كيف تشاء، فتحدث العلاقات المحرمة بين الجنسين.
الحب القلبي شيء مباح، شريطة أن يكون الشاب المحبوب يحمل الصفات المطلوب توفرها في شريك الحياة.
أما إنشاء علاقة فيما بين الفتاة والشاب من خلال التواصل واللقاءات والخروج مع بعض فهو أمر لا يقره الشرع.
أوصيك أن تتحري في صفات هذا الشاب، وأهم تلك الصفات أن يكون صاحب دين وخلق، فالدين والخلق هما من يضبط تصرفات الشاب ويزجره إن وقع في الخطأ.
يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبداً، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
الأفكار السلبية تعدلها استقامة الشاب وإيمانه ورضوخه للنصوص الشرعية، وقد أكدت فيما مضى على أهمية أن يكون ذا دين وخلق، فالدين وحده لا يكفي والخلق وحده لا يكفي، بل لا بد أن يجتمعا.
ليس هنالك فارق بين عمرك وعمره، فالسنة الواحدة فرق لا يذكر أبداً، ولكن لعل تلك الأفكار السلبية راجعة إلى البيئة التي نشأ عليها، والسلوكيات التي تربى عليها أو كان يشاهد أسرته تسير على ذلك النمط.
من الطبيعي جداً أن تختلف رؤاكما نتيجة لاختلاف طريقة التربية والبيئة التي نشأ كل منكما فيها، ولكن بالحكمة والرفق يمكنكما أن تتفقا على كثير من الأمور، والوسيلة الناجعة هي الحوار البناء للوصول إلى الصواب، وليس لغلبة الطرف الآخر.
المحاسبة على كل صغيرة وكبيرة من مفسدات الحياة الزوجية، وغض الطرف عن بعض التصرفات والصبر ومحاولة التأقلم مع صفاته من السبل الجيدة لسير الحياة إن كتب الله لكما الارتباط.
ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، والكمال عزيز والتطابق بين الزوجين في كل الصفات من المستحيلات، وحلاوة الحياة تكون مع وجود شيء من المكدرات، وحسن التصرف معها، فالدهن لا يخرج من اللبن إلا بالرج، وبدون ذلك يبقى الدهن مختفياً في ثنايا الحليب.
أنصحك أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعي بالدعاء المأثور بعد أن تتيقني من توفر الصفات التي ذكرتها آنفاً، ومن ثم تبدين الموافقة على الارتباط به، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة فذلك يعني أن الله اختاره زوجاً لك، وإن تعسرت وانسدت الأبواب فهذا يعني أن الله صرفه عنك.
واعلمي أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، فالله يعلم علم إحاطة بكل الأمور وأما البشر فعلمهم محدود.
أوصك أن توثقي صلتك بالله تعالى، وتجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فالحياة الطيبة لا تستجلب إلا بذلك، يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
إن تمت الخطوبة فلا تجعلوها تطول، لأن ذلك من دواعي حصول المشاكل، وعليك أن تقطعي التواصل معه حتى يكتب العقد، لأنك تكونين في تلك الفترة زوجة له، ولا تطيلوا فترة العقد أيضاً، فليس ثمة شيء أفضل للمتحابين من الزواج.
أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح وأن يسعدك في حياتك ويوفقك لكل خير.