أريد الزواج من أخرى ولكني خائف على الأولاد، فبماذا تشيرون علي؟
2018-03-29 04:50:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
نويت الزواج من امرأة، ولكنني متردد كثيرا؛ فأنا أفكر في زوجتي الأولى مع الأولاد.
الصراحة أنا في اختلاف دائم مع زوجتي، وأراها مقصرة في تربية الأولاد، وغير محافظة على الصلاة، ودائما ما تحدث المشاكل بيننا، وأنا خائف على الأولاد، فما نصيحتكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
الزواج من ثانية أمر مشروع، ولكن عليك أن تفكر كثيرا في مآلات الأمور، وألا تفكر بعاطفة مجردة.
التعدد له تبعات كثيرة يجب أن تفكر بها، وأن تعمل لها ألف حساب.
زواجك بثانية لن يحل قضيتك مع زوجتك الأولى، ولن يكون سببا في صلاح أولادك منها، ولا تظن أن الزوجة الثانية ستأتي لتربي أولادك.
الذي أنصحك به: أن تجتهد في إصلاح زوجتك، وألا تيأس من صلاحها؛ فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
اجتهد في نصحها بين الحين والآخر، ونوع أساليب النصح، وعليك بالترغيب والترهيب، وامدحها إن أبدت تحسنا، وقدم لها بعض الهدايا؛ فللهدية عملها في القلوب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).
اربطها بالنساء الصالحات من أهلك ومن نساء زملائك، واطلب منهن نصحها وتوجيهها؛ فمن الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر.
استغل بعض الحوادث المرعبة والمخوفة لنصحها، وخاصة الموت؛ ففيه موعظة بليغة.
خذها إلى المقابر، وقم بنصحها ووعظها بالموت في المقبرة، وذكرها بعقوبة تارك الصلاة، وكفى بالموت واعظا، يقول عليه الصلاة والسلام: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة).
هنالك دورات تقدمها بعض المراكز في تربية الأبناء، وهنالك مقاطع فيديو في الشبكة العنكبوتية آمل أن تنتفع منها زوجتك.
هنالك كتب ومقالات عن أساليب تربية الأبناء، آمل أن تقرأها أنت وزوجتك، وأن تتناقش معها حول أهمية التربية ودور الأم في ذلك.
اقترب من زوجتك أكثر، وانظر في صفاتها الإيجابية، ولا تفتح مجالا للشيطان الرجيم في طمس محاسنها والنفور منها.
احذر من التعجل في مثل هذه القرارات؛ فالتعجل يجلب لك الندم؛ لأنه من الشيطان الرجيم، يقول عليه الصلاة والسلام: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).
أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وتحين أوقات الإجابة، وسله أن يلهمك الرشد، وأن يصلح زوجتك، وعليك بدعاء ذي النون، فأكثر منه؛ فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
أي خطوة تريد أن تتخذها صل قبلها صلاة الاستخارة، وادع بالدعاء المأثور، فإن تيسر أمرك فهذا يعني أن الله تعالى اختار لك أن تسير في ذلك الاتجاه، وإن تعسر الأمر؛ فهذا يعني أن الله صرفك عنه وصرفه عنك.
نسعد بتواصلك في حال استجد أي جديد في حياتك، ونسأل الله لك التوفيق.