والدتي تحس بآلام بالمعدة وتسارع دقات القلب ورغبة في البكاء، ما هي حالتها؟
2018-03-13 02:13:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أتقدم بالشكر لكل من يسهر على تسهيل متطلبات المجتمع برئاسة هذا الموقع الرائع، فجزاكم الله خيراً، ورزقكم الفردوس الأعلى.
سؤالي للدكتور عن حالة حرجة جداً تعرضت لها والدتي، كانت أعراضها عبارة عن:
- تجشؤ متتابع مع ألم على مستوى فم المعدة.
- يليه إحساس بالاختناق والضيق، والنفرة من المحيط؛ حيث تطلب مني الابتعاد عن وجهها.
- بعدها تحس بتسرع دقات القلب، والرغبة في البكاء والصراخ.
- بعض المرات عكس ذلك، تكون لها الرغبة في الضحك والقهقهة دون سبب!
- في الأخير يغمى عليها لمدة لا تتجاوز 10 دقائق.
أخذناها في أول يوم إلى المشفى العام، حيث أجريت لها بعض تحاليل الفيتامين دال، وكانت النتيجة إيجابية، وسرعان ما تحسنت حالتها وعدنا إلى البيت مع وصفة oxymag .وفي صباح الغد عادت نفس الأعراض، وتعود لطبيعتها بفارق ساعة أو ساعتين.
لطاما ألزمتها الاستماع للرقية الشرعية، وكانت تزداد تأثراً، حتى ظننت أنه مس، وفي اليوم التالي اصطحبتها لراق وإمام مسجد في بلدتنا، والذي أكد لي أنها لا تعاني من المس بتاتاً، بل هي حالة نفسية إثر مشاكل كثيرة، وأنها ربما أثرت عليها عضوياً، حيث تسببت لها في مرض بالعصب المقترن بالقولون.
في اليوم التالي اصطحبتها لطبيب أمراض نفسية وعصبية، وبعد أن أخبرته بالأعراض السابقة، وأجرى لها فحص الشبكة الدماغية وتأكد من سلامته، وصف لها الأدوية التالية:
- Fluoxet 20 mg
- Temesta 2.5 mg
- Dogmatil 50 mg
- Laroxyl 40 mg/ml
طمأنني على حالها دون أن يشرح لي الأمر، وقال إنها حالة نفسية بسيطة، وطلب مني الرجوع بعد 20 يوماً.
لعلمكم يا دكتور: والدتي مطلقة منذ أن كنت جنيناً بالشهر الثامن ببطنها، ولطالما رفضت فرص الزواج بعد إنجابي، وعند بلوغي سن 14 عاماً تقريباً افترقنا، حيث تكفل بي خالي وبدراستي، وبقيت هي مع أخيها الأكبر وزوجته وأمها، واستمررنا على هذا الحال إلى أن بلغت سن 22 عاماً، وفي هذه المدة لطالما واجهنا مشاكل عائلية عصيبة، وكانت والدتي دائماً مغلوبة على أمرها، إلى أن التحقت بي في الثلاث السنوات الأخيرة بعد وفاة جدتي -رحمها الله-، حيث وجدت وظيفة شاقة قليلاً، وبسبب اختلاف أوقات عملنا لا نتقابل إلا بنهاية الأسبوع، بما يعني أن والدتي تمضي كل أوقاتها وحيدة أو في العمل فقط.
هلا شرحتم لي فضلاً ماذا أصاب والدتي؟ وما هي طرق العلاج؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء، وأشكرك على الاهتمام بأمرها، وهذا إن شاء الله تعالى باب من أبواب البر، نسأل الله تعالى أن ينفع بك، وأن يكتب أجرك.
أعراضها الجسدية كالتجشؤ وآلام المعدة: هذه قد تكون ناتجة من القلق، وكذلك الاختناق والضيق، أيضًا قد يُسبِّبه ما يُعرف بالقلق الاكتئابي، وحتى الرغبة في البكاء والصراخ، لكن العرض الوحيد الذي لم أجد له تفسيرًا واضحًا هو الرغبة في الضحك والقهقهة دون سبب، هذا ربما يكون أمرًا وسواسيًا، إذا كان مجرد شعور أو رغبة، وفي بعض الأحيان –أخي الكريم– وفي حالة نادرة جدًّا هنالك نوع من الصرع في جزء معيَّن من الدماغ يُعرف بالفص الصدغي، قد يؤدي إلى هذه الأعراض، وأقصد بذلك العرض الأخير وهو الرغبة في الضحك.
كلامي هذا يجب ألَّا يزعجك؛ لأن الذي تحدَّثت عنه أمرٌ نادر الحدوث، فقط وجدتُّ أنه من الأمانة والواجب أن أُعلمك به علميًا.
أنا أرى أن الوالدة تحتاج لتخطيك للدماغ، ما دام أيضًا يأتيها شيء من الإغماء؛ وذلك حتى نتأكد تمامًا أنه لا توجد اضطرابات في كهرباء الدماغ.
أنا متأكد أن الطبيب حين تذهب إليه في المرة القادمة سيعير هذا الموضوع اهتمامًا، وهذه الفحوصات فحوصات بسيطة، وإن كان بالإمكان أيضًا أن تُجرى لها صورة مقطعية للدماغ، هذا أيضًا أمر جيد.
قطعًا فحوصاتها المختبرية تكون قد أُجريت، والتأكد من وظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د) هي أيضًا مهمَّة، وهي فحوصات أساسية، فأرجو أن تتأكد –أخي– من كل ذلك.
الطبيب الآن عالجها كحالة اكتئابية –كما تفضَّلتَ– وأسأل الله تعالى أن ينفعها بالأدوية التي كتبها لها، وهي سليمة، وعليك بالمتابعة الطبية عامَّة، والطب النفسي خاصَّةً، قانونه الذهبي هو المتابعة مع الطبيب، وأن ألتزم بالتعليمات، وأن أتناول الدواء كما وُصف؛ هذا –أخي الكريم– يؤدي إلى نتائج علاجية رائعة جدًّا.
الوالدة أيضًا تحتاج –أخي الكريم– لشيء من تنظيم الوقت، الترويح على نفسها بما هو طيب وجميل، أن تنضم مثلاً إلى حلقة من حِلق القرآن -إذا كان ذلك ممكنًا-، أن تتمشَّى؛ فرياضة المشي مفيدة جدًّا، ومن جانبك قطعًا لن تقصِّر معها أبدًا، وحاول دائمًا أن تُشجّعها، وأن تعطيها رسائل إيجابية، أعتقد أن ذلك سوف يُحسِّن من حالتها المزاجية.
هنالك شيء مهمٌّ جدًّا أنصح به، وهو: أن تحرص الوالدة على النوم الليلي المبكر. النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في الأجهزة الجسدية، خاصة الخلايا الدماغي، وأيضاً النوم المبكر يُسهّل للإنسان الاستيقاظ المبكر، وبعد أن يُصلي الإنسان الفجر إذا استفاد من فترة الصباح هذه يكون قد أنجز إنجازًا عظيمًا، خاصة أن كل المواد الدماغية الإيجابية تُفرز في فترة الصباح.
أخي الكريم: أسأل الله تعالى للوالدة حياة طيبة، وأن تعوّض عن معاناتها في الصغر، ودعها تعيش الحياة بأملٍ ورجاء، هذا مهمٌّ جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.