الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kaoutar حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك -أيتها الابنة الفاضلة- في مثل عمرك تحدث تغيرات كثيرة جداً، هذه التغيرات ذات طابع نفسي وبيولوجي وفسيولوجي واجتماعي، وهنالك مشاكل هوية وانتماء أيضاً تبرز في هذه السن، وهذا قد ينتج عنه توتر وقلق وانفعالات سلبية، أنت الآن الذي تعانين منه يمكن أن نضعه في إطار ما يسمى بقلق رهابي بسيط، والحمدلله ليس لديك أبداً أعراض اكتئابية حقيقة، وأعتقد أنك حساسة بعض الشيء، وتعرفي أن النفس حين تكون منقبضة ومتوترة ينعكس هذا على الجسم، فيظهر في شكل حركات لا إرادية، وأنا أقول لك أن هذه الحالات -إن شاء الله تعالى- عابرة، لن تكون لفترة طويلة.
عليك بالهدوء، عليك بالثقة في نفسك، ومن أفضل الأشياء التي يمكن أن تساعدين بها نفسك أن تعبري عن ذاتك، ولا تكتمي لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية، وأريدك أيضاً أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج وتمارين قبض العضلات وشدها ذات فائدة كبيرة جداً، إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم
2136015، أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، وعليك أيضاً أن تكونين فاعلة داخل المنزل، لا تكونين شخصا مهمشا، وبر الوالدين قطعاً يبعث الطمأنينة في الإنسان، أذكار الصباح والمساء، والصلاة في وقتها، وأن تكون لك صلات اجتماعية مع زميلاتك من الفتيات الصالحات، كل هذا يجلب عليك خيراً كثيراً.
لا أحد يسخر منك أبداً تأكدي من هذا، ولا تكونين حساسة -وإن شاء الله- بتطبيق التمارين الاسترخائية، وتنظيم الوقت، وأن تكوني شخصاً بارزاً، ودائماً اجلسي في المقاعد الأولى في صفك الدراسي، وحاولي أن تكون مشاركاتك إيجابية مع المعلمة وبقية الطالبات، أعتقد أن ذلك يكفي تماماً لإزالة هذا القلق التوتري، والخوف الذي تحدثت عنه، وكما ذكرت لك -إن شاء الله تعالى- كله مؤقت، طبعاً الذهاب إلى الطبيب النفسي واستشارته أيضاً فيها فائدة بالنسبة لك، فإن كان بالإمكان أن تقومين بذلك فأرجو أن تفعلي، وربما يعطيك الطبيب أيضاً دواء يقلل من الخوف والقلق، لكن لا أريدك أن تستعملي أدوية نفسية لفترة طويلة، ولأنك أصلاً لست في حاجة إليها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.