أختي تعاني من هلوسات وتقلب في المزاح.. هل هذا فصام؟
2017-11-09 02:17:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي البالغة من العمر 19عاما، لديها بعض الهلوسات البصرية والسمعية والعدوانية، وتغير وتقلب في المزاح، قمنا بأخذها إلى الطبيب النفسي الأول شخص الحالة بالانفصام، وأعطاها xalipro 15mg، ولكننا لم نلتزم بتشخيصه وانتقلنا إلى دكتور آخر، وأعطاها ريسبرادون وكمكوليت 400،2mg لمدة أيام، ثم 3mg لمدة 3 أيام، ثم 4 mg لمدة شهر بالإضافة إلى نصف حبة كمكوليت 400 صباحًا وحبة مساء، وعند المراجعة البارحة، تم زيادة الجرعة إلى 6mg مقسمة إلى 3 مرات في اليوم، كما أضاف دواء benzhaxol .
أختي كانت من المتفوقات في الجامعة، وتدرس الطب البشري، أما الآن فهي تتعثر بالكلمات باللغة العربية، أما في اللغات الأخرى فهي جيدة، ونائمة أغلب الوقت، تعاني من زيادة حادة في الوزن، غير قادرة على الحركة والمشي والانتقال، تعاني رهابا من الناس ووساوس النظافة، ووساوس الاختناق والموت، امتنعت عن تناول الطعام، وأصبحت لا تأكل إلا الشوربة، تخشى الموت للأشخاص، ولي، ولأمها، وتمنعنا من الذهاب خارج المنزل.
نصحتنا الدكتورة بتبديل ريسبرادول بانفيجا على أن أعراضه أقل، نعاني حالة من التلبك والإحباط والضياع، مع العلم أن الدكتور الثاني مصر على عدم تسمية الحالة بانفصام، وعلينا التريث، وإنما هي عوارض ذهانية.
جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك لأختك الشفاء والعافية، وأشكرك على مشاعرك الإيجابية حيال الشبكة الإسلامية.
قطعًا وجود الهلاوس المركَّبة من النوع الذي ذكرته مع وجود شيء من الوجدانية وتقلب المزاج، يدل على أن هذه الابنة - حفظها الله - تُعاني من حالة ذهانية، والحالة الذهانية قد تكونُ فصامًا، أو قد تكون مجرد حالة ذهانية عارضة - كما ذكر الأخ الطبيب -.
فيجب ألَّا نستعجل ونُعطيها مسمَّى الفصام، وإن كان الفصام نفسه الآن أصبح يُعالج بصورة جيدة، ما دام هنالك تدخُّل علاجي مبكِّر، والذي أراه هو الالتزام التام بالعلاج، هذه البُنيَّة في سِنٍّ صغيرة وتحتاج للعلاج المبكر، وتأخير العلاج ليس من المصلحة أبدًا، علمًا بأن الحالات الذهانية - حتى مرض الفصام - دائمًا مآلاته أفضل في الإناث من الذكور، إذا كان هنالك التزام بالعلاج.
بالنسبة لما تُعانيه أختك الآن - أيها الفاضل الكريم - من بُطء في الحركة، والمشي، وموضوع زيادة الوزن: هذا قطعًا له علاقة بالأدوية، هذا أمرٌ لا شك فيه، وأنا أعتقد أن جرعتها يمكن أن تُوحَّد، أن تُصبح جرعة واحدة ليلاً: الرزبريادون أو الإنفيجا يمكن أن تُعطى كجرعة واحدة في اليوم، وقطعًا عقار (بزهكسول benzhaxol) سيساعدها في أن تنطلق حركيًّا، وأن يمنع أي نوع من التخشُّب الحركي الذي قد يُسبِّبه الرزبريادون.
وبالنسبة لموضوع زيادة الوزن: نعم هي في الشهور الأولى للعلاج، لكن قطعًا يجب أن نحاول أن نساعدها، بأن نحِدَّ من تناول السكريات، لأن هذه الأدوية في معظمها تؤدي إلى نوع من الشراهة نحو الحلويات.
وأعتقد أن الجرعة إذا كانت جرعة موحَّدة، ومارستْ هذه الابنة رياضة وتجنَّبت النوم النهاري، واعتمدتْ فقط على النوم الليلي هذا سوف يُساعدها كثيرًا.
الدواء الأول الذي أُعطى لها - وهو الذي يُسمَّى (زالبرو xalipro 15 مليجرام) أعتقد أنه هو الـ (إرببرازول)، وهذا الدواء حقيقة يتميّز بأنه لا يزيد الوزن، لا يؤدي إلى تخشُّب حركي، كما أنه لا يؤدي إلى التكاسل والنوم الكثير، فربما يكون كان هو الدواء الأنسب لها، لكن ذكرتَ أنه لم يُناسبها، أو هي لم تلتزم به.
عمومًا في الزيارة القادمة للطبيب أعرضوا عليه كل هذه الأشياء: موضوع زيادة الوزن، موضوع التخشُّب، قلة الحركة، وإن شاء الله تعالى كل هذا سوف يُجيب عليه الطبيب، وموضوع الوساوس والتوترات هي أعراض ثانوية، كثيرًا ما تُصاحب الأعراض الذهانية، لكن إن شدَّتْ عليها أنا متأكد أن الطبيب سوف يعطيها شيئًا للتحكم في هذه الأعراض.
خلاصة الأمر: أهم ما أنصحكم به هي المتابعة مع الطبيب بالنسبة لهذه الفتاة، والحرص على تناول الدواء في وقته وبالجرعة الموصوفة، وأن نساعدها اجتماعيًا، بأن تُمارس رياضة مثلاً، أن تقوم بالواجبات المنزلية، أن تدرس درسها، أن ترفّه على نفسها بما هو طيب وجميل، أن تحرص على صلواتها... هذا مهم، العلاج التأهيلي ذو قيمة عظيمة جدًّا في التغلُّب على هذه الأمراض.
نسأل الله تعالى لها العافية والشفاء، وجزاك الله خيرًا.