معاملة أبي لي في الصغر سببت لي مرضا نفسيا، أريد العلاج والعيش بشكل طبيعي.
2017-11-08 04:56:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الذي أتردد إليه كثيرا، وألقى حاجتي فيه -ولله الحمد-.
بعد معاناة نفسية لا أستطيع تحملها قررت أن أستشير أهل الخبرة والمعرفة، وأعتذر إن أطلت الحديث لكن هذا المرة الأولى التي أتحدث فيها مع أنني لا أتمنى ذلك.
مشكلتي هي اجتماعية ونفسية، أنا وبدون مبالغة أتوتر وأقلق بشكل غير طبيعي أمام الناس، وأخشى من الأماكن التي يوجد بها أناس، وأشعر بحرارة في داخلي حتى أنني أشعر أن مشيتي تصبح غير طبيعية، ولا اعلم لماذا كل هذا الخوف؟! وخصوصا من الشخصيات التي تعجبني، وأتمنى أكون مثلهم، فأمامهم أتوتر كثيرا وارتجف أحيانا، وأخشى أن تصدر مني حركة مع أنني أحاول الحديث معهم والاختلاط بهم وبغيرهم، ولكني أخاف من حركاتي، وأشعر بحرارة وتوتر وأتلعثم في الكلام، وينخفض صوتي.
نفسيتي كانت أفضل، وكنت أحاول تغيير نفسي لكن دون جدوى، فعندما أذهب لمناسبة وأعود منها تبدأ الوساوس والتفكير السلبي، بل حتى في نفس اللحظة ينشغل تفكيري لتصرفاتي، وأفكر في كل حركة أصدرتها وكل كلمة قلتها، وأتضايق كثيرا وأشعر بأنهم يراقبونني وأتساءل إن كانوا يتحدثون عني، وهذا الموضوع خصوصا أكثر ما أتعبني في نفسي (شعوري بمراقبة الناس، والتفكير في حركاتي وتصرفاتي وأنهم يكرهوني جدا).
الآن حزينة أكثر من السابق، وأحاول تغيير نفسي ولكنني أعود لتقييم نفسي وتصرفاتي بشكل مستمر، وقد يستمر التفكير لأيام كثيرة أحيانا، نفسيتي كئيبة، وأشعر باكتئاب من نفسي، وكثيرا ما تدمع عيني وأبكي من مواقف بسيطة، وأعيش في جو حزين جدا ولكن لا أبين لأحد أبدا، لا أريد أن أكون كذلك أبدا، وتارة أشعر أنني مصابة باضطرابات نفسية، ومؤخرا أشعر بأنني في حالة برانويا واستبعد الرهاب الاجتماعي؛ لأني أراه أخف من حالتي، هكذا فسرت حالتي ولا أدري هل أبالغ أم هذا حقيقي؟! أنا هكذا منذ الطفولة، وكل ما كبرت زادت حالتي سوءا أكثر من الطفولة.
وأيضا أريد أنا أقص عليكم جزءا من طفولتي، والدي كان شديدا وعصبيا ويسيء إلي بكلمات لاذعة منذ طفولتي ويهزئني تقريبا بشكل يومي وبصوت عالي أنا وإخوتي التوأم، كلماته كانت تقلل من قيمتي وتشعرني أنني منذ أن وجدت، وأنا أسبب الإحراج له ولعائلتي، أصبحت خجولة جدا ولا أستطيع أن أخذ راحتي أمام الناس، لم أنسى ما كان يقول ولا كيف كان يضربني أنا وإخوتي التوأم فهما أكبر مني سنا، أنا لا أريد أن ألومه فهو حنون، ولكنه يعصب كثيرا، ولا يفكر فيما يقول، فعصبيته غلبت على حنانه، وأصبحت أصاب بنوبة خوف طوال فترة وجوده، أصبحت حساسة بمبالغة.
وأيضا أغضب بسرعة وحزينة لهذا الشيء؛ لأنه سبب لي المشاكل، وحتى مع الناس أشعر أنني أسأت لهم ولا أستطيع الاعتذار منهم جميعا؛ لأني لا أعرف بعضهم، فأنا أحب أن أشارك فكثيرا ما مدحوني في مدرستي، ولكن لا أعلم كيف أستمر؟
هذه هي مشكلتي تقريبا، وأتمنى أنني لم أنس شيئا، كما أتمنى أن لا يعرفني أحد؛ فأنا لا أريد أن أكون بهذه الصورة عند الناس، تعبت كثيرا ولكن لم أعد أستطع الاحتمال، أريد تشخيصا لحالتي، وعلاجا غير الدواء، أتمنى أن أذهب إلى طبيب نفسي فأنا أحتاج ذلك، ولكن لا أثق بمن أذهب عنده، أتمنى أن أحل مشكلتي وأعيش بشكل طبيعي وهذا كل ما أريده في حياتي، أتمنى أن أحقق أحلامي التي أرسمها، وأكون شخصية فعالة ومحبوبة ولا أهتم لما يقال عني طالما أنني لم أقم بإيذاء أحد، ولكن لا أستطيع أتمنى، ولا أعلم كيف يتحقق التمني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ متفائلة بإذن الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشخيصك هو اضطراب الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي، وهو حدوث أعراض قلق وتوتر في المواقف الاجتماعية، أو عند اللقاء مع الناس في الحديث أو في المناسبات الاجتماعية، أو في قاعات الدراسة، أو عندما يتكلم الشخص أمام الناس، هذا هو الرهاب الاجتماعي، وقد تكون تربيتك في الطفولة - أختي الكريمة - التربية القاسية من قبل الوالد والاستهزاء قد يلعب دورًا في ذلك، ولكن المهم الآن ما تعانين منه هو رهاب اجتماعي، وعلاجه إمَّا أن يكون علاجًا سلوكيًا معرفيًا بالمواجهة، مواجهة المواقف بطريقة متدرِّجة ومنضبطة، مع ممارسة الاسترخاء، حتى يتخلَّص الشخص من هذه الأشياء، وطبعًا واضح أن العصبية والغضب السريع قد يكون جزءً من سمات الشخصية، أو قد يكون ناتجًا ممَّا تحسِّين به من رهاب اجتماعي يجعلك غير مرتاحة وعصبية.
العلاج السلوكي المعرفي - أختي الكريمة - يُفضّل أن يكون بواسطة معالج نفسي متمرِّسًا في هذا النوع من العلاج، وأحيانًا الأدوية قد تفيد في البداية، وبالذات استعمال الأدوية مع العلاج النفسي، قد يعطي نتائج أفضل، وأفضل دواء لعلاج هذه الحالة هو السبرالكس، عشرة مليجرام، مفيد جدًّا للرهاب الاجتماعي، ابدئي بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة بعد ذلك، وسوف يحدث نتائج ملموسة بعد مرور شهرين، وبعد ذلك عليك المواصلة في تناوله لمدة ستة أشهر، وخفْض الجرعة بالتدريج بعد ذلك. هذا إذا كنت لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن إذا حاولتِ الذهاب إلى طبيب نفسي فهذا يكون أفضل، إذ أنه سوف يقوم بمتابعة العلاج بنفسه، وإعطائك إمَّا هذا الدواء أو أي دواء آخر يراه مناسبًا.
وفقك الله وسدد خطاك.