أعض لساني لاإراديا وأدقق في طريقة البلع، فما علاج حالتي؟
2017-10-18 05:33:51 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أعاني من وسواس قهري، حيث قرأت في النت عن معلومة عض اللسان يسبب السرطان، بعدها أصبحت أعض لساني لا إراديا، وأصبحت أدقق في طريقة البلع لدرجة أني أصبحت لا أعرف كيف أبلع!
أخذت دواء سيبرلكس 10m لي أسبوع تقريبا، وأرغب في رفع الجرعة، لكن وزني 36 كيلو، وأعاني من الذئبة وخائفة من رفع الدواء بدون استشارة طبيب، فكيف أرفع جرعة الدواء؟ وهل اختياري لدواء سيبرلكس صحيح أم أن هناك أدوية أكثر فعالية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lmmiaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
هذه الحركة -عض اللسان المتكرر- بصورة قهرية هو فعلاً فعل وسواسي، وبغض النظر إن كان يُسبب السرطان أو لا يُسبب فيجب أن تتخلَّصي منه، ليس هنالك ثوابت أن غض اللسان يُسبب السرطان، لكنّه أصلاً فعل قبيح، ولا يُناسبك، وأريدك أن تلجئي لنوع من التحليل الفكري: هل هذا الذي تقومين به أمرٌ صائب؟ قطعًا ليس صحيحًا، ومهما كانت درجة الاستحواذ والاندفاع والوسوسة حول هذا الموضوع فيجب أن تُحقّري الفكرة، وأن تقاومي الموضوع، وألَّا تقومي به أبدًا.
وهنالك نوع من التمارين السلوكية التي تفيد في مثل هذه الأشياء، لتطبيقها مثلاً: الجئي إلى بدائل، قولي (بدلاً من أن أغضُّ لساني سوف أقوم مثلاً بغض عينيَّ) أو غير ذلك، وقومي بذلك. اللحظة التي تأتيك فيها الشعور بعضِّ اللسان قومي مثلاً بغمض العينين، ويكون ذلك بشدة، أو قومي بأخذ نفسٍ عميقٍ وإخراجه بقوة، وهكذا. هذه الحركات البديلة تؤدي إلى صرف الانتباه.
وتمرين سلوكي آخر يقوم على مبدأ ما يُسمَّى بـ (فك الارتباط الشرطي)، هذا التمرين يتطلب منك أيضًا تركيز ذهني، وتطبيقه بسيط جدًّا:
اجلسي أمام طاولة صلبة، وضعي لسانك بين أسنانك وفكّري في العضِّ عليه، لكن لا تقومي بذلك، بل قومي في نفس اللحظة بالضرب على يدك بقوة على الطاولة حتى تحسّي بالألم. الفكرة هي: أن يرتبط الفكر والفعل الوسواسي بفكرٍ وفعلٍ مضاد، وفي هذه الحالة كان هو الضرب على الطاولة وإدخال الألم على النفس. علماء السلوك وجدوا أن هذا يؤدي إلى التنفير -أو فك الارتباط الشرطي-.
كرِّري هذا التمرين عشرين مرة متتالية بمعدل مرة في الصباح والمساء. وتوجد تمارين أخرى كثيرة جدًّا على هذه الشاكلة.
بالنسبة للدواء: السبرالكس دواء ممتاز، ودواء فاعل جدًّا جدًّا، يُساعد في هذه الحالات، لكن ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، لذا يرى بعض المختصين - وأنا منهم - أن عقار (بروزاك) ربما يكون هو الأفضل لك، وفعاليته في الوسوسة أيضًا قد تكونُ أفضلُ كثيرًا من السبرالكس. إذا كان خيارك هو البروزاك فجرعته هي أن تبدئي بعشرين مليجرامًا - بعد أن تتوقفي مباشرة من السبرالكس - وتستمري على هذه الكبسولة من البروزاك لمدة شهرٍ، ثم تجعليها كبسولتين في اليوم - أي أربعين مليجرامًا - وهذه جرعة وسطية، لأن الجرعة الكلية ثمانون مليجرامًا، لكن لست في حاجة لهذه الجرعة.
استمري على جرعة الكبسولتين يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم - أي عشرين مليجرامًا - لمدة شهرين آخرين، ثم اجعليها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول البروزاك.
أما إذا كان خيارك هو السبرالكس فأقول لك: يمكن أن ترفعي الجرعة مباشرة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين مثلاً، ثم خفضها بعد ذلك لعشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلي الجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
لا شك أن ممارسة أنشطة أخرى كالرياضة -التي تناسب الفتاة المسلمة- وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفُّس المتدرِّج سوف تُساعدك، فأرجو أن تحرصي على كل هذه الآليات العلاجية.
وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.