شك وارتياب وتغيير في الشخصية .. المشكلة والعلاج
2005-04-24 00:00:00 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
سوف أعرض مشكلتي من الأول إلى الآخر، وأرجو المساعدة.
أنا أعيش الآن في عزبة بعيداً عن أهلي، ولي الآن سنة و4 أشهر، أنا إنسان على مقولة كثير من الناس طيب جداً لدرجة أن أي واحد يغلط علي أسامح، ولا أحاول أدقق في كلام الناس ولا في أفعالهم تجاهي، والتي هي عبارة عن إهانات إلى أن أصبحت مستهدفا في كل وقت وفي كل زمان، صبرت كثيراً لكن في النهاية أعز أصدقائي، والذي هو في مثابة أخي حذرني من هذه الطيبة، والتي كنت أعرف أنها زائدة عن اللزوم، وأن الناس ممكن أنهم يضحكون على عقلي ويستخفون بي.
في البداية لم أقتنع بهذه الفكرة، لكن بعد أن دققت في تصرفات الناس ومواقف سابقة، وبعد ذلك استكملت مسلسل التحمل، لكن في النهاية دون جدوى! انفجرت وبدأت أخرج ما في قلبي، وأصبحت لا ألقي بالا لمشاعر الآخرين كما فعلوا بي قبل ذلك، أعز صديق (أخي) حتى هو بدأ يلومني على التغير المفاجئ من عصبية زائدة وغير ذلك.
في العادة أحس ألا أحد يهتم لحالي إلا من رحم ربي، وأصبحت أشك في كل من حولي، وأيضاً تتوارى لي أحلام أن كل من أعرفهم سوف يهجرونني، لا أدري هل استطعت أن أوصل لكم ما يجول في خاطري؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خلود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيراً على رسالتك، ولقد استطعت يا أخي أن توصل لنا بقدر كاف ما يجول في خاطرك، ومن الواضح أن المنهج الذي كنت تنتهجه كان قائماً على فطرتك وطبيعتك، وحاولت أن تغيّره بصورةٍ ربما من الجائز أن نصفها بأنه مصطنعة، مما جعلك تتصادم مع ذاتك قبل تصادمك مع الآخرين، وهذا يُعرف بفجوة القيم الذاتية، وهو فعلاً يؤدي إلى قلق وتوتر، وشُحنات نفسية غير مرغوب فيها.
وعليه يا أخي أرجو أن تكون وسطياً، بمعنى أن تصحح ما تراه سلبياً في منهجك الأول، ولكن بدون اندفاع أو شعور بالذنب أو محاسبة قاسيةٍ للنفس، كما أرجو أن تقتنع تماماً بأن إرضاء الناس غايةٌ لا تُدرك، ولا يمكن الوصول إليها، وفي ذلك أود أن أشير إلى أن أحكام أصدقائك أو من حولك عليك، ليس من الضروري أن تكون صحيحة بصفةٍ كاملة.
أرجو يا أخي أن تعيش بصورةٍ طبيعية، وأن تعرف قيمة ذاتك ومقدراتها، وتقبل ذاتك، ثم تسعى لتطويرها، مع العمل على التكيف الاجتماعي، والتكيف الاجتماعي لا يتأتى إلا إذا قبلنا شيئاً من أخطاء الآخرين، وحاولنا أن نجسد ونضخم إيجابياتهم، مما يحسن من صورتهم أمامنا.
وبالله التوفيق.