زوجتي تعاني من أرق وأفكار غريبة ووساوس.. أفيدونا
2017-07-27 02:00:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي كانت تأتيها أفكار غريبة بأني أكرهها، وأن أهلي لا يحبونها، وتكرهني في بعض الأوقات، مع أننا متزوجان منذ 10 سنوات، لدينا طفلة بعمر 7 سنوات، وطفل بعمر سنتين.
تقريباً أصيبت بهذه الحالة في شهر 12، 2016، وتوصلنا إلى أنه يجب أن نذهب بها إلى طبيبة نفسية، والتي شخصت حالتها بأنه فصام، ولها تاريخ مرضي بالعائلة من ناحية الأب، وأعطتها دواء (هالدول) حبة ونصف، ومراجعة كل شهرين، فتحسنت على الدواء.
في المراجعة السابقة انتقلت زوجتي لطبيبة أخرى؛ لأن الطبيبة الخاصة بها لم تعد تعمل بالمستشفى، وقامت بسؤالها مرة أخرى عن تاريخ الحالة، والأعراض، طبعاً في هذه المرة كانت زوجتي قد تحسنت كثيراً من ناحية الأفكار، ولكنها دائماً تكون كسلانة، وتشعر بالخمول، وأحياناً تستيقظ في الصباح الباكر، ولا تستطيع الرجوع للنوم، وتضل على السرير أكثر من 5 ساعات متواصلة دون نوم، وتكون متضايقة، وأحياناً تشعر بالخوف من المسئولية، وتكون متضايقة؛ لأنها لا تستطيع القيام بشيء، وإن قامت فتقوم متثاقلة، وتشعر بأنها تحتاج أن تبقى على السرير.
عندما شرحنا هذه الأعراض للطبيبة الجديدة، قالت إنه من تأثير الدواء، وقامت بتقليل الجرعة إلى حبة بدلاً من حبة ونصف، فلاحظنا أن النوم يتحسن أحياناً، والدورة لم تكن تأت لها بالمرة، وأصبح هناك أعراض خفيفة للدورة.
الخلاصة: الأعراض حالياً:
- الأفكار السيئة ذهبت.
- الكسل والخمول موجود.
- أعراض اكتئاب.
- ضيقة وخوف أحياناً.
- لا تحب الجلوس مع الناس وتضايق.
- لا تشعر بالعملية الجنسية أو الاستثارة.
- الدورة الشهرية متأخرة عليها أكثر من 4 شهور.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة الشفاء والعافية.
أخي: الذي طرأ على زوجتك هي أفكار ظنانية شكوكية، وهي قد تكون نوعًا من الفصام الخفيف؛ لأن الفصام ليس أفكارًا فقط - أخي - الفصام تغيرات وجدانية، تغيرات حركية، تغيرات في الشخصية، وهو مرض شديد الوطء على الإنسان، فأنا أعتبرها حالة من حالات الفصام الظناني البسيط الخفيف، ولا بد أن أركز على ذلك - أي الخفيف -، أنا لا أود أن أطمئنك دون أساس، هذه حقيقة علمية.
بفضل الله تعالى أن هذه الأعراض قد أتتها في عمرٍ متأخرٍ نسبيًا، هذه الأمراض نحن نخاف منها كثيرًا إذا أتت قبل عمر الخامسة والعشرين، أما بعد عمر الثلاثين فنعتبرها حالات بسيطة، ويمكن أن تُعالج، ويمكن أن تحتوى؛ لأن الإنسان إذا أصابه هذا المرض قبل أن يطوّر مهاراته ويكمل تعليمه، وشيء من هذا القبيل فتكون فعلاً آثار المرض شديدة جدًّا، لكن بعد أن تبنى المهارات، -والفاضلة زوجتك متزوجة، وهي زوجة وأمّ، وقطعًا اكتسبت الكثير من المعارف، وعلى المستوى الوجداني قطعًا إنها ناضجة-، فهذا العمر الذي حدث فيه المرض يُعتبر عمرًا جيدًا وممتازًا من ناحية مآل المرض، ونتائجه المستقبلية.
أخي الكريم: العلاج الذي أُعطي لها وهو الـ (هالدول)، دواء ممتاز، وهو من الأدوية القديمة المعروفة، يتميز بأنه رخيص الثمن، لكن له بعض الآثار الجانبية، منها الخمول والكسل، وفي بعض الأحيان بالفعل قد يؤدي إلى أعراض اكتئابية بسيطة، وقد يؤدي إلى تململ الحركي، وأنت وصفته بصورة جميلة، ذكرت أن زوجتك لا تحب الجلوس مع الناس وتتضايق.
اضطرابات الدورة بسبب الدواء؛ لأن الهالدول يرفع مستوى هرمون يُسمى (هرمون الحليب/ برولاكتين)، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة، وكذلك قد يؤدي إلى نوع من البرود أو عدم الرغبة الجنسية.
فالذي حدث لها - أخي - من الدواء، حتى وإن كان الدواء ممتازًا ومفيدًا، لكن له سلبيات.
أخي الكريم: أنا أعتقد أن زوجتك يجب أن تستمر على الدواء، لكن يمكن أن يُستبدل هذا الدواء بدواء آخر، هنالك أدوية فعّالة وممتازة، وليس لها أثر جانبي من الآثار التي تحدثت عنها، مثلاً عقار (إرببرازول)، والذي يُعرف باسم (إبليفاي) هو دواء نقي جدًّا، وممتاز جدًّا، أحد آثاره البسيطة هي التململ الحركي، لكن هذا نادر ما يحدث، وإن حدث نعطي دواءً يُسمى بإندرال لإجهاض التململ الحركي، وتوجد أدوية كثيرة، مثل الـ (أولانزبين) دواء أيضًا نقي وممتاز، لكن بكل أسف يزيد الوزن قليلاً، يوجد عقار (رزبريادون)، لكنه يرفع من مستوى هرمون الحليب أيضًا.
المهم أنا أعتقد أنه في المقابلة القادمة للطبيب ينبغي أن تتشاور مع الطبيبة حول الأعراض التي تحدثت عنها، وأنا أراها بسبب الدواء، قطعًا يمكن أن نعطيها دواءً ليُخفف من مستوى هرمون الحليب، الدواء يُسمى (كابرجولين) يُعطى مرة في الأسبوع، وقطعًا سوف يُحسِّن عندها موضوع الدورة، وكذلك الأداء الجنسي، لكن إذا تم التوقف أيضًا من الهالدول واستُبدل بدواءٍ لا يرفع البرولاكتين، ففي هذه الحالة تلقائيًا بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر سوف تتحسَّن الدورة، وكذلك أدائها الجنسي.
أخي الكريم: أرجو أن تشعر الفاضلة زوجتك بمكانتها، وأنكم في حاجة إليها، ولا تشعروها أن المرض منقصًا لها أبدًا، واجعلها تقوم بدورها الاجتماعي والزوجي، وكل متطلبات الأمومة، هذا أعتقد سوف يعطيها ثقة كبيرة في نفسها، ويزيل عنها أي شعور بالعسر المزاجي أو النقص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.