أشعر بأن الكل يراقبني ويتصيد أخطائي مما جعلني لا أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي، فما الحل؟
2017-05-31 06:09:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أعاني من شعور بأن الكل ينظر إلي، فلا أستطيع أن أتصرف على طبيعتي، فلو مشيت أخاف من السقوط وأن يضحك الناس علي، وأخاف إن تكلمت أن يضحك الناس على كلامي وأنه غير مهم، لا أقدر أن أمارس حياتي بشكل عادي.
كما أحس بكلام الناس قبل أن يقولوه، فلو رأيت شخصا يتحدث وشعرت بأنه يتحدث عني أجده فعلا كذلك، وبعض الناس أعرفهم من عادتهم النميمة، لدرجة أنه أي فكرة تسيطر على دماغي تصبح كأنها حقيقة.
مرة كنت أخيط بآلة الخياطة فتخيلت لو كسرت الإبرة وأتت في عيني فأحسست بالموقف وكأنه صار حقيقة، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم.
الأوهام تسيطر علي لدرجة أني لا أستطيع الخروج وحدي، ولا ممارسة حياتي بشكل عادي، وصرت أكره الناس لما يأتيني من أفكار عنهم تسيطر علي.
رجاء أنقدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dounia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأن نتقدم لك بخالص التهنئة لحلول شهر رمضان المبارك تقبل الله طاعتكم وصيامكم..
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا تدارست رسلتك، وإن شاء الله الذي بك أمر بسيط، وأتفق معك أنه مزعج، لكن إن شاء الله تعالى يمكن أن يعالج.
أنت لديك ما يعرف بقلق المخاوف الظنانية، تأملي في هذه الكلمات الثلاثة: قلق، ومخاوف، وظنان أي (شكوك)، وهذه الحالات موجودة، ونجدها أحياناً ملازمة للشخصية الحساسة، أنا طبعاً ليس لدي الإدراك بخلفيتك من حيث البناء النفسي لشخصيتك، لكن أقول لك أن مثل أعراضك تكثر عند الأشخاص الحساسين وكذلك القلقين، والذين لديهم نوع من التطبع الوسواسي خاصة في تحليلاتهم وتفسيراتهم للأمور الحياتية أو علاقتهم مع الآخرين.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أقول لك لا تقلقي، لا تتوتري، حاولي أن تعبري عن نفسك أولا بأول، اجتهدي في أن تكوني شخصاً فعالاً داخل أسرتك، ويجب أن تحسني الظن بالناس، ويا حبذا لو انضممت إلى أي عملاً خيري، أو عمل اجتماعي، وهذا يؤدي إلى تحسن التواصل والنسيج الاجتماعي لديك، مما ينتج عنه إن شاء الله تعالى بناء جديد لشخصيتك، وأريدك أيضاً أن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن هذه المراكز حقيقة عظيمة جداً.
الهدف الأول: هو أن يتدارس الإنسان القرآن ويتعلم منه شيء حتى ولو قليلا، وفي ذات الوقت البيئة الاجتماعية التي يدرس فيها الإنسان القرآن لديها عائد نفسي إيجابي عظيم جداً، التعرف على الدارسات، التعرف على الداعيات من خلال هذا المحيط تستطيعين إن شاء الله تعالى أن تحسني الظن في الآخرين.
وعليك بالدعاء خاصة أذكار الصباح والمساء هي من المنجيات، وهي من المطمئنات وهي من الباعثات على السرور للنفس الغير مطمئنة.
أيتها الفاضلة الكريمة: البشرى الكبرى التي أود أن أسوقها لك هي أن حالتك هذه تستجيب بصورة ممتازة لبعض الأدوية النفسية البسيطة، أتمنى أن تستطيعي أن تذهبي إلى الطبيب النفسي وتعرضي عليه حالتك وسوف يقوم بوصف بعض الأدوية لك، هنالك دواء ممتاز يسمى رزبيريادول أنت تحتاجين لتناوله بجرعة 1 مليجرام فقط لمدة 6 أشهر تتناولين هذه الجرعة ليلاً، دواء ممتاز لعلاج الظنان الشكوكية والتتابع الوسواسي، يضاف إليه دواء آخر يعرف باسم زيروكسات أو ديروكسات هذا تتناوليه بجرعة 10 مليجرام أي نصف حبة ليلاً أو نهاراً لمدة أسبوعين ثم تجعليه حبة واحدة يومياً لمدة 6 أشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
هذه أدوية بسيطة وجرعة صغيرة وسليمة، قد يصفها لك الطبيب أو قد يصف أي دواء آخر مناسب يراه،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.