ما زلت أعاني منذ صغري من الكآبة والقلق والوساس والأدوية غير مجدية، ما الحل؟
2017-05-01 05:51:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني منذ صغري من الكآبة والقلق والوساس، تربيت في ظروف عائلية صعبة، واستمر الاكتئاب معي لهذا العمر، ذهبت لطبيب نفسي، فوصف حالتي بالقلق المعمم، ووصف لي دواء Lustral 50 حب’ صباحا، و zestat 15 حبة مساء، داومت على الأدوية لكن دون جدوى، فرفع لي جرعة Lustral إلى حبتين صباحا، دون جدوى أيضاً، رغم أنني أكملت 6 أسابيع من العلاج.
بعدها وصف لي Anafranil 25، وبعدها حبة مساء، إضافه إلى أدويتي، وبدأت أشعر بالتحسن من الكآبة والقلق والخوف والواسواس، ولكن عندما يبدأ زوال مفعول دواء anafrail يعود لي القلق والخوف من جديد.
سؤالي: ما رأيك يا دكتور في الدواء، وما المدة المطلوبة للاستمرار عليه، وهل يستدعي رفع الجرعة لثلاث حبات من Lustral صباحا؟ حيث إنني لا أشعر بالاستفادة من الحبتين صباحا.
أرجو الإفادة، مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmad حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فطالما تحسَّنت بعد إضافة الأنفرانيل 25 مليجرام، فلماذا تريد رفع جرعة اللسترال؟ الأنفرانيل 25 مليجرام ليست جرعة علاجية، بل هي جرعة صغيرة جدًّا، ولذلك -كما ذكرتَ- عند زوال أثرها ترجع أعراض الاكتئاب، إذًا قم برفع جرعة الأنفرانيل إلى جرعة علاجية، والجرعة العلاجية للأنفرانيل قد تبدأ بجرعة خمسة وسبعين مليجرام، واترك اللسترال كما هو، لأن التحسَّن حصل مع الأنفرانيل -كما ذكرتَ في استشارتك-.
إذًا رأيي الشخصي ألا ترفع جرعة اللسترال، اجعل جرعته كما هو، وزد ورافع جرعة الأنفرانيل، وإذا استمر التحسُّن، فبعد ذلك يمكنك أن تزيد جرعة الأنفرانيل وتخفض جرعة اللسترال، فقد يكون الأنفرانيل هو العلاج المناسب للقلق وللاكتئاب الذي تعاني منه، وهذه معروفة في الطب -يا أخي الكريم-، فأحيانًا بعض الناس يستجيبون لأدوية بعينها، ولا يستجيبون لأخرى، هناك فروق وتبيان بين الناس في درجة الاستجابة لمضادات الاكتئاب والقلق، وحتى الآن الطب لم يعرف لماذا يستجيب بعض المرضى لدواء ولا يستجيبون لآخر.
فإذًا نصيحتي: ارفع جرعة الأنفرانيل، واجعل جرعة اللسترال كما هي، وإذا حصل تحسُّنًا دائمًا مع الأنفرانيل قم برفع جرعته وخفِّض جرعة اللسترال، حتى تكون في النهاية تستعمل دواءً واحدًا.
والشيء الآخر الذي أختم به هذه الاستشارة: إذا كان في الإمكان التواصل مع علاج نفسي، لأن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي مهم جدًّا في اضطرابات القلق والاكتئاب النفسي، فالجمع بينهما يجعل التحسُّن أسرع وأقوى، ويُقلل من جرعة الدواء التي يتناولها الإنسان.
وفقك الله، وسدد خطاك.