رجلاي لا تحملاني عندما أقف أمام الجمهور بسبب الخوف.. أريد دواء
2017-03-29 06:02:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تعبت من الرهاب الاجتماعي، فأنا أخاف أن أتكلم عند الجمهور، أو أمام القاعة في الجامعة؛ لدرجة أن رجليّ لا تحملني، وأنحرج من هذا الموقف، وصوتي يرتجف، وتنفسي أحسه ينقطع، ومرات أتمنى أن الأرض تنشق وتبلعني من الموقف المحرج الذي أمر به، وعندما أقابل الناس بعضهم أرتاح له، والبعض الآخر نفس القصة أخاف وأنحرج منهم.
قصتي مع الرهاب بدأت منذ 6 سنوات ونصف تقريباً، علماً أني لا أحس بالنقص أو عدم الثقة في نفسي، أو شكلي، بل أنا واثقة بنفسي، حتى أني مرات أعتبر نفسي أحسن من غيري، لكن هذا الخوف حدث معي، وصار يتكرر وتعبت منه.
أهلي أحسهم لا يتقبلون الذهاب لدكتور نفسي، سيقولون إني مجنونة، لما أسمعهم يتكلمون عن المستشفيات يقولون الأدوية ليس منها فائدة، ويتكلمون بشكل سلبي عنها، علماً أني بمنطقة بعيدة عن المستشفيات النفسية.
لا أنام الليل عندما يكون عندي بحث في الجامعة من الخوف، وأحس بأني مضغوطة ومرهقة، وتركت بعض الأصدقاء بسبب هذه المشكلة هناك فرص في حياتي، ضاعت بسبب هذا الخوف، أريد وصفة لدواء، ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم أنت تعانين من رهاب اجتماعي بدرجة كبيرة، وهو مرض في حدِّ ذاته، ويجب أن يكون مصحوبًا بضعف في الثقة، أو فقدان ثقة، أو غير ذلك، هو مرض في حد ذاته، وهو ما حصل معك، ويحتاج إلى علاج، ويستجيب للعلاجات، والعلاجات إمَّا أن تكون دوائية أو علاجات نفسية سلوكية معرفية.
فإذا كان الأهل يعترضون على مقابلة طبيب نفسي وأخذ أدوية نفسية، فإن كان بالإمكان إقناعهم بأنك يمكن أن تتواصلي مع معالج نفسي، وليس طبيبًا نفسيًا ليقوم بوضع جلساتٍ نفسية سلوكية لك؛ لأن هذا الرهاب الشديد يحتاج إلى علاج تحت إشراف شخص مختص، سوف يقوم بتحليل دقيق للرهاب وكيفية حصوله، وما هي المواقف التي يكون فيها شديدًا، ومن ثمّ وضع خطة علاجية تبدأ بالمواقف البسيطة وتتدرَّج إلى المواقف الأكثر صعوبة، ويعطيك واجبات منزلية لتقومي بتطبيقها في فترات ما بين الجلسات.
إن تيسّر هذا فبها، وإلَّا فإن هناك أدوية كثيرة تُساعد في الرهاب الاجتماعي، ولعلَّ من أفضلها دواء الـ (سيرترالين/ لسترال/ زولفت) خمسين مليجرامًا، يمكن أن تبدئي بحبة قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يحصل التحسُّن بعد مرور ستة أسابيع إلى ثمانية أسابيع، وحتى بعد اختفاء الأعراض عليك بالاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عن الدواء بالتدريج، بأن تخفضي ربع الجرعة كل أسبوع، حتى تتوقفي نهائيًا عن العلاج.
وفقك الله وسدد خطاك.