الرغبة في الانعزال والإصابة بالحساسية، هل هي من أعراض الرهاب؟
2017-02-19 03:29:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 25 سنة، منذ سنتين انعزلت عن الاختلاط بالناس؛ وذلك بسبب شعوري بالتوتر والخوف من المجهول، والشعور بأن الجميع ينظر إلي، حيث أبدأ بالتعرق والتلعثم، وأنسحب بسرعة من الموقف الذي أنا فيه، علما أني لا أعاني من هذه المشكلة مع الأهل والأقارب الذين يكبروني سنا.
وأعاني من حساسية الجلد، وتم تشخيصها بعد مراجعة طبيب مختص بأنها أركتاريا أو الشرى، وسببها مجهول كما أفادني الطبيب، لكن ما لاحظته هو أن نوبة الحساسية تأتيني عند شعوري بالتوتر.
بعد البحث في الأنترنت عن أعراض هذه الحالة، توصلت إلى أن الدكتور طارق الحبيب قد تكلم عنها، وأسماها بالرهاب الاجتماعي، فهل أعاني من الرهاب الاجتماعي تبعا لما ذكرت من أعراض؟ وكيف يكون علاجه؟
شاكرا لكم جهدكم، وأخص بالشكر الدكتور الفاضل محمد عبدالعليم، فنعم الناصح ونعم الطبيب أنت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أخي الكريم في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
نعم الحالة التي تعاني منها هي نوع من الخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، لكنه من درجة بسيطة، وهو ظرفي، أي أنه مرتبط بظرف معين وهو التردد حين تكون مختلطاً أو متواصلاً مع شباب في مثل سنك، خاصة من الذين لا تعرفهم، و-أيها الفاضل الكريم- هذا النوع من المخاوف يكون مكتسباً، بمعنى أنك قد مررت بظرف معين في طفولتك أو في سن الشباب الأولى، وحدث هنالك نوع من الرهبة أو الخوف في ظرف معين، ومن ثم تجسدت لديك هذه الحالة، وارتبطت بمواقف التفاعل مع الآخرين، وهذا نسميه بالربط الشرطي، أي أنها سوف تظهر متى ما كنت في وضع يتطلب أن تتفاعل فيه مع الآخر، مع الذين لا تعرفهم على وجه الخصوص.
هذا -أيها الفاضل الكريم- ليس مرضا، وأنا أؤكد لك أن مشاعرك هذه مشاعر خاصة بك، موضوع التوتر والخوف، ولا يظهر عليك أبداً كما تعتقد، أي ليس هنالك علامات يستكشفها الناس ليقولون إنك خائف أو متوتر، بعض الإخوة والأخوات الذين تأتيهم هذه الحالات يعتقدون أنهم يتلعثمون أمام الآخرين، يتصببون عرقاً، نعم قد يكون هناك نوع من التعرق البسيط أو شعور بالتلعثم البسيط، ولكنه غير ملاحظ من قبل الآخرين، هذه حقيقة مهمة جداً أريدك أن تتأكد منها؛ لأنها سوف تبعث فيك الطمأنينة.
الأمر الآخر -أيها الفاضل الكريم- لا بد للإنسان أن يتواصل مع الناس، هذا أمر ضروري، وفي ذات الوقت نقدر الناس ونحترمهم، لكن لا نهابهم، فالبشر هم البشر، ولا شك في ذلك، وعليك أن تدخل في برامج من أجل التواصل الاجتماعي، برامج يومية، الصلاة مع الجماعة في المسجد لا شك أنها من أفضل أنواع العلاجات السلوكية الإيمانية التي تزيل الرهاب الاجتماعي، ويا حبذا لو كنت في الصف الأول ودائماً خلف الإمام، لا تجعل تكبيرة الإحرام تفوتك، الأمر الآخر هو أن تمارس رياضة مع هؤلاء الشباب، مثل كرة القدم مثلاً، فيه نوع من التفاعل والانفعال الإيجابي جداً الذي يهزم هذه الرهبة، أيضاً أن تصل أصدقاءك، جيرانك، أن تكون إنساناً ملبياً لدعوات الأفراح والأعراس، أن تزور المرضى، أن تمشي في الجنائز، هذا كله علاج وعلاج مهم جداً، والمبدأ العام لعلاج الخوف هو المواجهة وليس التجنب، التجنب يزيد تماماً من هذه المخاوف.
وتوجد -الحمدلله- علاجات ممتازة، علاجات دوائية، وتضاف لهذه التوجهات السلوكية، هنالك عقار يسمى زيروكسات باروكستين وعقار آخر يسمى زوالفت، وهنالك السبرالكس، كل هذه ممتازة، لكن قد تحتاج إلى أن تذهب إلى طبيب؛ لأن في دولة قطر كل هذه الأدوية لا تصرف إلا بعد أن توصف من خلال أحد الأطباء، وليس هناك ضرورة أن يكون طبيباً نفسياً، بعض المراكز الصحية توجد بها هذه الأدوية في دولة قطر، وإن لم تحصل على أحدها قطعاً قد تحتاج وتحضر إلى قسم الطب النفسي، أو مستشفى الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد الطبية بعد أن تحضر التحويل المطلوب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.