أسباب المشاجرات بين الأبناء
2005-02-04 00:06:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
السؤال يتعلق بأولادي بشكل عام، وبابني الكبير بشكل خاص، أعمار أولادي كالآتي: 11 سنة، 9 سنوات، 8 سنوات، سنتان، والخامس شهران ونصف، دائماً يتشاجرون، وقليلاً قليلاً مايتفقون! والبيت دائم الضجيج، ما شاء الله!
والسؤال الثاني هو بالفترة الأخيرة أصبح ابني مهملا للدراسة، مع أنه ممتاز بصفه، وأصغر واحد بالصف بالنسبة للذين بعمره. والله يجزكم الخير، وإذا أردتم أي سؤال فابعثوا على العنوان!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن للشجار بين الأطفال فوائد لا تخفى، فهم يثبتون من خلاله أنفسهم ويشكلون شخصياتهم، والصواب أن يكون همنا هو منع الشجار العنيف والحرص على فك الاشتباك دون الانحياز لبعضهم دون الآخرين كما فعل رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين فك اشتباك الجارتين، وأفضل من كل هذا أن نبحث لهم عن شيء مفيد نشغلهم به حتى ينصرفوا عن الخلافات وينسوا أسبابها.
وقد يكون لهذه المشاجرات أسباب منها ما يلي :-
1- شعور الطفل بالإهمال وهذا يدفعه للبحث عن وسيلة يلفت بها أنظار والديه.
2- رغبة الطفل في تحقيق الذات.
3- التنافس على حب الوالدين.
4- تقصير الوالدين في العدل بين الأبناء.
5- معاقبة الطفل دون بيان الأسباب، وهذا يدفعه للانتقام من الآخرين.
6- الجفاف العاطفي.
7- الأنانية، ودور الوالدين هو تهذيب صفات الطفل حتى توافق الشريعة.
ولا داعي للقلق، فهذا شيء طبيعي، والطفل الذي يحتاج للعلاج هو الذي لا يتحرك ولا يحدث ضجيجا ولا يتفاعل مع إخوانه، وخير لأطفالنا أن يفرغوا هذه الشحنات في داخل المنزل وتحت أعيننا؛ لأن منع هذه الأشياء يحولها إلى خارج المنزل، وقد تكون العواقب بعد ذلك سيئة.
أما بالنسبة للمستوى الدراسي فسوف يتحسن بإذن الله، وهذا التأرجح في المستوى لأن الأطفال لا يعرفون قيمة النجاح، ولكن إذا كانت البدايات ممتازة فمن السهل جداً تدارك الخلل، وأرجو أن تحاولي معرفة السبب فإن الطفل يتأثر بتغيير المدرس، وبظروف المنزل، وبمن حوله في الصف.
ونوصيك بالإكثار من الدعاء لأطفالك، فأنت والدة ودعوة الوالدة أقرب للإجابة، وحاولي أن توفري لهم جرعات من العطف والحنان فإنها لا تقل في أهميتها عن الطعام والشراب، وعودي لسانك الدعاء لهم، وذكريهم بأن الله يرضى عن الطفل الذي يسمع كلام والديه، وأن المسلم يحب إخوانه ولا يتشاجر معهم، وأن الله تبارك وتعالى يراقبنا ولا يرضى عن الظالم.
وأرجو أن تحرصي على مكافأة المحسن والثناء عليه، وتشجيع الأكبر على التفوق والنجاح؛ لأنه سوف يكون قدوة لإخوانه بإذن الله.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يرزقنا الهدى والرشاد.