تبت إلى الله، وأرغب أن ترشدوني للطريق المستقيم.
2017-02-06 04:45:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، كنت أعيش في معاصي وذنوب، وقد قدر لي الله -سبحانه وتعالى- أن أمر بمشكلة أو محنة غيرت كل تفكيري وأسلوب حياتي، ومنذ ذلك الوقت التزمت بأداء الفرائض، وأسعَى لتحقيق الإيمان، أريد أن تدلوني على الطريق المستقيم، والهدي النبوي السديد، خاصة وأن هناك بعض الأمور قد تشككني في نفسي أحياناً مثل:
1- يداخلني دائماً أن كل ما أفعله نفاق ورياء.
2- قد أقع في معصية النظر، ولا أستطيع غض بصري، ثم أندم واستغفر الله.
3- كنت أسير مع صديقي، وكانت هناك سائلة فأردت أن أتصدق عليها بالقليل من المال، فخيل لي أن ألقي بذلك المال في يدها أو على ملابسها، حتى يراني صديقي وأنا أعطيها، ثم بعد ذلك ندمت، وخشيت أن تفهم تصرفي تكبراً.
ساعدوني بتوجيهكم، وأي الكتب تنصحونني بقراءتها؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله لك الثبات وحسن الاستقامة، وأما الجواب على ما ذكرت:
اعلم -أخي الكريم- أن المتدين في بدء تدينه قد يعتريه بعض هذه الأحوال، وهي من وسواس الشيطان، وذلك ليصده عن الخير، فإذا جاءك هاجس أن ما تقوم به من عمل صالح أنه نفاق ورياء، فأعلم أن هذا من الشيطان؛ لأنه يريد أن يصدك عن الطاعة بحجة أن هذا رياء، وعليك في هذا الحال الاستعاذة بالله منه، واستمر فيما أنت فيه من عمل ولا تتركه، ولا تلتفت لما يقال من دعوى الرياء، مع ضرورة الإخلاص لله في كل عمل صالح، فقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر عندما خاف من الرياء، أوصاه أن يقول: «الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات»، رواه الحكيم الترمذي، ولم يقل له أبدا اترك العمل، وإنما أوصاه بالاستعاذة من الرياء.
أما مسألة الوقوع في النظر الحرام، فبما أنك تجاهد نفسك في ذلك وتستغفر الله فأنت على خير كثير، وأرجو أن تكثر من الاستغفار والدعاء، وخاصة في ساعات الاستجابة، بأن يصرف الله عنك النظر إلى الحرام، ومن أقوى الطرق في الخلاص من النظر الحرام استشعار عظمة الله وأنه يراقبك، وسيحاسبك على هذا الأمر، ومن الوسائل التعجيل بالزواج، وأن تعلم أن النظر إلى الحرام يقود إلى معاصي أخرى، منها إدمان عشق الصور، وحب التطلع إليها دون توقف، ومنها الحسرة لعدم الوصول لما تراه من الصور، ومنها ضعف الإيمان بالله، والتقصير في المعاصي.
أما سؤالك الأخير عن الصدقة للمسكينة، فأنت قد أحسنت بفعلك، نسأل الله أن يكتب أجرك، والهاجس الذي قال لك أنك متكبر إنما هو من الشيطان، لأن ما فعلته إنما هو من التواضع، ومن الإحسان للآخرين، والكبر فيه ازراء للآخرين، وهذا لا يظهر منك.
وأخيرا اعلم -أخي الكريم- أن الطريق لحسن التدين يكون بالمدوامة على الصلاة والعمل الصالح، ومجالسة الصالحين، وحضور حلقات العلم، وبكثرة الذكر وقراءة القرآن، وكذلك التضرع إلى الله بالثبات وحسن الإستقامة.
وفقك الله لمرضاته.