عند التفكير في القضايا الدينية أقطع الشك بالبحث عنها أم لا أفكر فيها؟
2017-02-05 01:24:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل الحل في التفكير الزائد في قضايا دينية، مواجهة هذه الأسئلة والبحث عنها لقطع الشك باليقين؟ أم الأفضل عدم التفكير فيها ومحاولة إبعادها؟
وما علاج الخوف الدائم من الموت؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا؛ ونسأل الله أن يوفقك إلى مرضاته؛ والجواب على ما ذكرتِ يكمن في أمور:
لا شك أختي الكريمة نحن مطالبون شرعا بالتفكر والتأمل في نصوص القرآن والسنة؛ من أجل أخذ العبرة والعظة؛ وللعمل بالشريعة على الوجه الصحيح؛ فهذا النوع من التفكير مطلوب شرعا، ولا حرج من الاستزادة منه، بل قد يكون واجبا أو مستحبا.
ولكن هناك نوع آخر من التفكير، وهو التفكير في أمر ممنوع شرعا؛ مثل التفكير في ذات الله تعالى؛ أو التعمق في مسائل القضاء والقدر، أو التعمق في الاستجابة لوسواس الشيطان.
قال بعض الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: " وقد وجدتموه؟! " قالوا: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: " ذاك صريح الإيمان " رواه مسلم. وفي رواية" سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة: قال: " تلك محض الإيمان " رواه مسلم، ومما يمكن أن ندلك عليه للخلاص من الوسواس أن تكثري الذكر وقراءة القرآن والاستغفار وحضور مجالس العلم؛ والاستمرار في الأمور النافعة؛ وقطع التفكير وعدم الالتفات والاسترسال لداعي الوسواس، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل مَن توجَّه إلى الله، فينبغي للعبد أن يَثبُت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر؛ لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان؛ ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وكلما أراد العبد توجهًا إلى الله بقلبه، جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطْعَ الطريق عليه".
وأما ما تعانين منه من الخوف من الموت؛ ومعلوم أن التفكير الزائد في الموت عن الحد المشروع هذا وسواس؛ أو أوهام تقعد الإنسان عن العمل؛ لأنه من المعلوم شرعا أنه يسن أن يتذكر الإنسان الموت ويخاف أن يأتي عليه؛ حتى يزداد عملا وتقربا إلى الله تعالى؛ ولكن لا يجوز أن يتحول إلى خوف يقعد الإنسان المسلم عن العمل، بل يحول حياته إلى أمراض وآهات؛ لأن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كان يحذر من الموت، ومع هذا عاش حياته حياة طبيعية يضحك يمزح مع أصحابه.
ولذلك أنتِ بحاجةٍ إلى ملازمة الذكر وقراءة القرآن والاستغفار والمحافظة على الصلاة في وقتها؛ ومجالسة الصالحين وسيذهب هذا عنك تدريجيا بإذن الله تعالى.
كان الله في عونك.