الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الفاضل: أرحب بك في إسلام ويب.
أخي: أنا لا أريدك أبدًا أن تعتقد أن علاجك دوائيًا فقط أو بالكلية، لا، الدواء لا يُعالج كل شيءٍ، وتخوفك مثلاً من الذهاب للصلاة والجنائز خوف غير منطقي، يُعالج فكريًا ومعرفيًا ووجدانيًا وعقديًا، ولا يُعالج دوائيًا.
أخي الكريم: سؤال بسيط يجب أن تطرحه على نفسك: هل أقبل أي نوع من الأفكار أو المشاعر التي تأتيني؟ الإجابة لا قطعًا، لأن الإنسانَ اللهُ تعالى أعطاه الحكمة والبصيرة والاستبصار وقوة الفلْترة والتصْفية ليختار ما هو طيب ويرفض ما هو سيء.
أخي الفاضل الكريم: الذي تُواجهه هو بابٌ من أبواب الشيطان، يجب أن تُغلقه، ويجب أن تُدرك أن الحقَّ عزَّ وجلَّ كرَّم الإنسان وفضَّله على كثيرٍ ممَّن خلق تفضيلاً، فأنت أكرمُ من أن تكون ضحيةً لتلاعب الشيطان، فاذهب إلى الصلاة في المسجد، ولن يحدث لك إلا الخير، وإذا واجهتَ قلقًا بسيطًا فأمرٌ طبيعي.
ويا أيها الفاضل الكريم: الذهاب للصلاة في المسجد عملية متدرِّجة جدًّا، أن تستعدَّ في بيتك، أن تُحسن وضوءك وأن تُسبغه، وتدعو بعده: (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)، وأن تدعو بدعاء الخروج من المنزل، وتنظر للمسجد من بعيدٍ، وتدعو وأنت ذاهب إليه، وتقول: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْ أَمَامِي نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، اللَّهُمَّ وَأَعْظِمْ لِي نُورًا)، ثم تدخل إلى المسجد وتدعو بدعاء الدخول إليه وتقول: (بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ)، وتؤدي صلاتك، وتختمها بالتسبيح والتحميد والتكبير، ثم تؤدي نوافل الصلاة، ثم تخرج وتقول: (بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ).... هذه كلها خطواتٍ تمهيدية عظيمةٍ جدًّا، تُسهِّل أمر الصلاة في المسجد وعونًا على أدائها بكل خشوعٍ وبكل طمأنينة.
الأمر في غاية البساطة، لا تُوجِدْ لنفسك عُذرًا في هذا الأمر، واستشعر أهمية الصلاة وعظمتها، وأنها عماد الدين، وأنها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وأنها إن صلحتْ صلح سائر الأعمال، وإن فسدتْ فسد سائر أعمال العبد، وأنها نور وضياء وبرهان للعبد يوم القيامة، الأمر أمرٌ فكري، وليس له علاقة بالسبرالكس أو الزولفت أو غيره.
أرجو أن تأخذ الأمر على هذه الشاكلة – أخي الكريم -، أما الجنائز فالإنسان يجب أن يذهب إليها، حتى تُذكّره بالآخرة، وحتى يُعدَّ نفسه لهذا اليوم، وحتى يدعو لموتى المسلمين والمسلمات ولمن جاء يحضر جِنازته، حتى يجد من يتبع جنازته ويدعو له حين يصير إلى ما صاروا إليه، والأجر عظيم – أيها الفاضل الكريم – مَن صلى على جنازة له قيراط من الأجر، ومن تبعها حتى تُدفن له قيراطان، والقيراط قدر جبل أُحدٍ.
لا تجعل الشيطان يتلاعب بك في هذه الأمور، أقْدِم عليها دون أي تردد، وسوف تجد أن الله تعالى قد يسَّر أمرك.
أخي الفاضل: لا بد أن تُكثِّف أنشطتك الاجتماعية، أن تخرج إلى الأسواق، تتناول وجبات في المطاعم، تزور أصدقاءك، تُرفِّه عن نفسك بما هو جيد وجميل، أن تدخل أندية الرياضة، وأن تُشارك في ألعابٍ رياضية... هذا كله نوع من التعويض الإيجابي الذي يُعود عليك بخير عظيم، وطبِّق التمارين الاسترخائية، فيها فائدة كبيرة، وكبيرة جدًّا.
بالنسبة للدواء: السبرالكس دواء ممتاز، ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا في اليوم، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر على الأقل، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميًا كجرعة علاجية، والسبرالكس دعّمه بعقار الإندرال، الإندرال أحد كوابح البيتا الجيدة جدًّا التي تُقلِّلُ كثيرًا من الشعور بأعراض القلق الجسدية، كتسارع القلب والشد العضلي وخِفّة الرأس، والتي هي من أكبر المشاكل التي يُعانيها أصحاب الرهاب؛ لأنهم يعتقدون أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف.
جرعة الإندرال المطلوبة في حالتك هي عشرون مليجرامًا صباحًا ومساءً – أي عشرين مليجرامًا صباحًا ومثلها مساءً – لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
علاج الخوف من الموت سلوكيا: (
261797 -
272262 -
263284 -
278081).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.