أكره السفر بسبب نوبات الخوف التي تصيبني نتيجة إصابتي بالاكتئاب الشديد
2017-01-17 03:33:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة عمري 30 سنة، ولدي طفلان، كنت أستخدم حبوب بريستيك منذ 5 سنوات، لأنني كنت أعاني من اكتئاب شديد، وضيق وبكاء مستمر، وعصبية زائدة، ولا أحب الاجتماعات ومخالطة الناس، تحسنت نوعا ما على هذه الحبوب، ولكن منذ 10 أشهر حدثت لي انتكاسة شديدة، حيث كنت مسافرة إلى المدينة المنورة فشعرت بخوف ورجفة، وتعب شديد في جسمي، وجلست طريحة الفراش لمدة يومين، لا أستطيع الحركة، ولا أعلم ماذا حصل لي؟
ذهبت إلى الطبيب، وغير لي العلاج إلى كبسولتين من سالبياكس، وما زلت مستمرة على الأدوية حتى الآن، ولكن دون جدوى، حيث تأتيني نوبات الخوف كل فترة، فأصبحت أكره السفر، وأخاف منه، خوفا من رجوع تلك الانتكاسة.
طلب مني الطبيب أن أرفع الجرعة إلى 3 كبسولات، فما رأيكم؟ علما بأنني لا أريد الزيادة في الوزن، فقد ذكر لي الطبيب أنها لا تزيد الوزن، مما جعلني أرتاح لها، ولا أريد تغييرها.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أولا: لا تعيشي تحت الخوف، إن ما حدث لك يمكن أن يحدث مرة أخرى، نعم وأنت في طريقك للمدينة المنورة أتتك نوبة الرعب والفزع، لكن ليس من الضروري أن تتكرر أبدًا، فلا تعيشي تحت ما نسميه بالقلق التوقعي؛ لأن ذلك في حدِّ ذاته يُعتبر نوعًا من الوسوسة السلبية جدًّا.
الأمر الآخر: اصرفي انتباهك تمامًا عن هذه الحالات التي تأتيك، بأن تكوني إيجابية في حياتك، أن تشغلي نفسك بأمور بيتك، بأمور زوجك، بأن تُحسني إدارة وقتك، أن تتجنبي النوم النهاري، أن تُطوري بعض الهويات، أن تحفظي شيئًا من القرآن الكريم، أشياء كثيرة جدًّا يمكن للإنسان أن يصرف انتباهه من خلالها عن الأعراض، وهذا نعتبره الآن مهمًّا جدًّا كعلاج أساسي.
تطبيق التمارين الاسترخائية أيضًا مهم وضروري جدًّا ومفيد جدًّا، أي نوع من الرياضة البسيطة التي تناسب المرأة المسلمة، تطبيقها أيضًا فيه خير كثير لك، والأشياء التي تتحدث عنها مهمَّة، لأنها تخفض القلق، والأصل في الوسوسة، وكذلك المخاوف ونوبات الهرع والفزع وغيرها، الأصل فيها هو القلق، وحين نُحجِّمَهُ ونتحكَّمُ فيه قطعًا سوف تقلُّ كثيرًا إفرازاته، وهي الوساوس والرهاب والفزع وغيره.
بالنسبة للعلاج الدوائي: (سالبياكس) هو (فلوكستين) على ما أعتقد، وهو دواء ممتاز حقيقة، نعم لا يزيد الوزن، وربما يكونُ أبطأُ قليلاً من (برستيك) الذي تناولته سابقًا، لكنّه أيضًا دواء فاعل، وما دام لا يزيد من وزنك استمري عليه، والجرعة هي حتى أربع كبسولات في اليوم، حتى ثمانين مليجرامًا، وأعتقد جرعة الستين مليجرامًا ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك -أي ثلاث كبسولات في اليوم-، فاستمري عليها، وإن احتاج هذا الدواء تدعيمًا بدواءٍ آخر يمكن أن يقوم الطبيب بذلك، مثلاً أنا في بعض الأحيان أرى عقار (إرببرازول)، والذي يُعرف تجاريًا باسم (إبليفاي)، أُعطيه بجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين أو ثلاثة، وفي بعض الأحيان أعطي (رزبريادون) أيضًا بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين أو ثلاثة.
هذه كلها نوع من الإضافات الإيجابية جدًّا في حالة أنك لم تتحصَّلي على الفعالية الكلية للدواء، لكن لا تتخذي أي إجراء بإضافة أي دواء دون استشارة واستئذان طبيبك، الذي ذكرته لك هو نوع من البشريات أن الخيرات كثيرة، وأن الأمل -إن شاء الله تعالى- معقود بأنه يمكن أن تدخل مُحسِّنات أخرى على الفلوكستين، إذا لم يؤد فعاليته الكاملة، وأؤكد لك أن جرعة الثلاث كبسولات في اليوم جرعة سليمة، -وإن شاء الله تعالى- تكون مفيدة لشخصك الكريم.
بارك الله فيك، وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.