الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالفعل مما ورد في رسالتك يتضح أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وبالنسبة لوساوس الأمراض ووساوس الموت هذه تعالج من خلال تحقيرها، وبالنسبة للموت؛ فالإنسان يجب أن يخاف منه خوفاً شرعياً وليس خوفاً مرضياً، والآجال بيد الله، والخوف من الموت لا يؤخره ولا يقدمه -والحمد لله تعالى- أنت مؤمنة ومسلمة، وترقين نفسك بالرقية الشرعية، وتستمعين للقرآن، وقطعاً محافظة على صلاتك، وهذا يجب أن يبعث فيك الطمأنينة التامة.
اجعلي حياتك حياة استرخائية، أي لا تحملي الهموم، فأنت صغيرة في السن، وأمامك -إن شاء الله تعالى- مستقبل جميل، واحرصي على النوم الليلي المبكر، هذا يؤدي إلى الكثير من استرخاء نفسك، ويجعلك تستيقظين مبكراً من أجل مراجعة دروسك واستذكارها، خاصة مواد الحفظ، مارسي شيئاً من الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، فهي لك جيدة جداً، وعليك بتطبيق التمارين الاسترخائية التي أوردناها في استشارات الشبكة الإسلامية، تحت الرقم
2136015، وهذه التمارين مهمة جداً بالنسبة لك، لأن الوخز الذي تحسين به تحت الأبط الأيسر هو ناتج من التقلصات العضلية، والتي تحدث في هذه المنطقة وفي القفص الصدري؛ لأن خوفك من الموت، وخوفك من مرض القلب، جعل هذا الخوف يتحول إلى توتر، والتوتر يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر المناطق التي تتأثر في جسم الإنسان هي القفص الصدري، وكذلك الجهاز الهضمي.
ولذا تأتيك في بعض الأحيان اضطرابات المعدة وخلافه، لا تذهبي إلى طبيب القلب، هذا أحتمه لك، فأنت ليس لديك مرض في القلب، إنما لديك خوف من مرض القلب، وهذا لا علاقة له بمرض القلب أبداً.
طبقي ما ذكرته لك، واجتهدي في دراستك، وحقري الوسواس، ولا تناقشيه أبداً، ويجب أن ترفهي عن نفسك بأشياء طيبة وجميلة، واجتهدي في أن تكوني شخصاً فعالاً داخل المنزل، هذا كله يصرف انتباهك تماماً عن الوسواس.
قطعاً أنت صغيرة في السن، لكن إذا اشتدت عليك الأعراض هنا من الضروري أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وهنالك دواءان متميزان أحدهما يسمى سيرترالين، ويسمى تجارياً زوالفت، والدواء الآخر هو باروكستين، ويسمى علمياً وتجارياً زيروكسات، كلاهما جيد، كلاهما ممتاز وسليم، وأنت تحتاجين إلى أحدهما بجرعة صغيرة، لكن لا تتناولي هذه الأدوية دون الذهاب إلى الطبيب إذا تطلب الأمر -الطبيب النفسي، أو طبيب الأسرة، أياً منهما يمكن أن يكتب لك هذه الأدوية- ما دمت ذكرت أنك في سنة دراسية مهمة.
بارك الله فيك وجزاك خيراً، وبالله التوفيق والسداد.