ما مدى مضاعفات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب على الجنين؟
2016-12-13 01:08:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ما مدى تأثير مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب على الوراثة والحمل والرضاعة؟ وما هي فرص وراثة الأطفال للمرض؟ وكيف نتأكد من سلامة الطفل؟ وما مدى سلامة جرعة دواء أولازين 10 أثناء الحمل والرضاعة؟
قرأت أن دواء أولازين غير مناسب للمرضع؛ لأنه يفزر في لبن الأم، فهل تحدث أعراض انسحاب للطفل بعد الولادة إذا تم التوقف عنه؟
لمدة ثلاثة شهور قبل الحمل وحتى معرفتنا بالحمل في أول شهر، كان الدواء كربونات ليثيوم وكلوزابكس وكويتابكس 25، فهل تأثر الجنين؟ وهل العلاج دوائي فقط ؟ لم أتعالج بجلسات العلاج النفسي، فهل تزيد فرصة حدوث الانتكاسة بعد الحمل مباشرة؟ وما هو التصرف نحو الأم والرضيع بعد الانتكاسة؟ وما هو مآل المرض وعلاجاته في المستقبل القريب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية له عُدة تفصيلات من حيث التشخيص: هنالك حالاتٍ من الدرجة الأولى، وهنالك حالات من الدرجة الثانية، وهنالك حالات من الدرجة الثالثة، فالمرض ليس كله طيفًا واحدًا، هذه الحقيقة التي يجب أن نؤكدها.
التأثير الوراثي موجود، لكن يعتمد على درجة الحمل الجيني، يعني ما هي الجرعة الوراثية التي يحملها الشخص المُصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟ مثلاً: إذا كان الزوج يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وكذلك الزوجة تُعاني من هذا المرض - وهذا نادرًا بالطبع لكنّه قد يحدث – في هذه الحالة سوف يكون الحمل الجيني كبير جدًّا، ونستطيع أن نقول أن 50% إلى 60% من الذرية سوف يُصابون بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
أما إذا كان المُصاب طرف واحد – الأم أو الأب مثلاً – فاحتمالية النقل الوراثي ضعيف، لا تتعدَّى 10%، والذي لا يورَّث المرض نفسه، إنما القابلية له. فأرجو أن أكون قد أوضحتُ ما هو مطلوب.
التأكد من سلامة الطفل: ليست هناك وسيلة للتأكد من سلامته، تُترك الأمور كما هي، يُربَّى الطفل تربية سليمة وصحيحة، لأن توفير المناخ التربوي والبيئة السليمة للطفل تُقلل كثيرًا من فرص الإصابة بالمرض، حتى وإن كان هنالك حملا جينيا.
بالنسبة لسلامة الأولانزبين: يُعتبر من الأدوية السليمة نسبيًا، لكنّه ليس سليمًا بالكليَّة، وفي فترة الـ (118) يوما الأولى للحمل يُفضل عدم تناوله إلا تحت إشراف طبي نفسي ومتابعة مع طبيبة النساء والولادة في نفس الوقت، أنا في هذه الفترة أعطي الأدوية القديمة مثل الـ (كلوربرومازين Chlorpromazine) والذي يُعرف تجاريًا باسم (لارجكتيل Largactil).
بالنسبة لسلامته في أثناء الرضاعة: نعم الدواء يُفرز بنسبة قليلة في لبن الأم، وهذا قطعًا سوف يؤدي إلى زيادة النعاس عند الطفل، وربما يكون هنالك تأثيرًا قليلاً جدًّا على الكبد في الثلاثة الأشهر الأولى.
أنا بصفة عامّة لا أنصح بتناول الأولانزبين والرضاعة في نفس الوقت.
بالنسبة لكربونات الليثيوم الكلوزابكس والكويتابكس: هي قطعًا تعتبر من الأدوية في المجموعة (أ) من حيث عدم السلامة، يعني نسبيًا نستطيع أن نقول أنه من المفترض تجنُّبها، لكن -الحمد لله- استعمالها لفترة وجيزة في أثناء الحمل ودون معرفة أن هنالك حمل لا أعتقد أن ذلك سوف يُؤثِّر، والضروري هو المتابعة مع طبيبة النساء والولادة والطبيب النفسي.
بالنسبة للعلاج هل هو دوائي فقط؟ العلاج الأساسي للاضطراب الوجداني هو العلاج الدوائي، لأنه مرض بيولوجي، يتعلق بالموصلات العصبية في الدماغ، لكن قطعًا المساندة النفسية والمساندة الاجتماعية والتفكير الإيجابي، وأن تكون لحياة الإنسان معنىً، وأن يهتمّ بأمور دينه، ويُكثر من التواصل الاجتماعي، وتكون له أهداف ومهارات وأعمال، هذا كله جزء من العلاج أيضًا، وهذا هو العلاج التأهيلي، وهو مكمّلٌ للعلاج الدوائي، حتى وإن كان العلاج الدوائي هو العلاج الأساسي أو الجوهري.
هل تزيد فرصة حدوث الانتكاسة بعد الحمل مباشرة؟ لا، على العكس تمامًا، الحمل يُعتبر فترة حماية نسبية من هذا المرض، لكن قد تزيد فرص الانتكاسات بعد الولادة، وهذه يجب أن نحرص فيها حرصًا تامًّا، وتكون هنالك مراقبة حقيقية من قِبل الطبيب النفسي.
ما هو مآل المرض وعلاجه في المستقبل؟ المرض بصفة عامّة مآله جيد إذا كان هنالك اهتمام تامٌّ بالعلاج وعدم التوقف عنه، والمتابعة مع الطبيب، وأن يعيش الإنسان حياةً عادية فعّالة.
وفي حالة عدم الانتظام على الدواء وعدم الفعالية الحياتية فقطعًا المرض له تأثيرات سلبية. فالأمل معقود إن شاء الله تعالى أن يكون هنالك حرصًا والتزامًا منك بمواصلة العلاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.