وسواس الموت دمر حياتي وسبب لي أمراضاً جسدية
2016-10-24 00:38:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عمر 26 سنة، متزوجة منذ سنتين، لدي طفل، ومنذ ثمانية أشهر تقريباً وأنا أعاني من عدة مشاكل، بدأت بتنميل في القدمين واليدين، ووساوس عن الموت، وأنني سأموت وأترك ابني صغيراً، وأعاني من صعوبة في البلع وصداع، وأوجاع في جسمي وسخونة، وكذلك أحس بشيء كأنه يمشي في رأسي ورجلي.
قمت بالرقية الشرعية عند شيخ متمكن وقال: ليس بي أي مس، لكن قال هو مجرد اكتئاب، كما قمت بعدة فحوصات للرأس والأعصاب ولكن كل شيء طبيعي، أرجو أن تخبروني ما هذا؟ وماذا أفعل؟ وهل تنفعني عشبة لسان الثور في حالتي؟
أريد المساعدة منكم، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
الأعراض التي تشتكين منها والتي تتمثل في الشعور بالتنميل في القدمين واليدين، والوساوس أو المخاوف حول الموت، وما تبعه من وساوس أخرى، وصعوبات البلع والصداع والأوجاع الجسدية والسخونة: هذه أعراض نفسوجسدية، يعني أنها نفسية المنشأ، وظهرتْ في شكل أعراض عضوية أيضًا.
قلق المخاوف هو العرض الرئيسي الذي تعانين منه، ولا شك أن فترة النفاس هي فترة هشاشة نفسية، والنفاس عندنا في الطب النفسي يمتدُّ لمدة عامٍ بعد الولادة.
هذه الأعراض تُعالج من خلال تحقيرها، وعدم الاهتمام بها، والحرص على النوم المبكر ليلاً، وتجنب النوم النهاري، حيث إن النوم المُشبع الجيد يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الجسد والدماغ، وهذا ينتج عنه الكثير من الراحة النفسية والجسدية.
أنتِ أيضًا محتاجة لتطبيق تمارين رياضية، مارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، ورياضة المشي أعتقد أنها ستكون جيدة جدًّا بالنسبة لك.
موضوع الخوف من الموت يُحقَّر؛ لأنه خوف مرضي، لكن يجب أن نخاف من الموت خوفًا شرعيًا، ونسعى لعمل الخير والصالحات والقُربات والطاعات استعدادًا للموت ولما بعد الموت.
أيتها الفاضلة الكريمة: كما تعلمين الخوف من الموت لا ينقص من عمر الإنسان ولا يزيد فيه لحظة واحدة، إذًا هذا الأمر محسوم تمامًا، وماذا عسانا أن نفعل حيال الموت؟ فكل نفس ذائقة الموت، فهو حق على كل حيٍّ، وكل شيءٍ هالك إلا وجه الله الكريم، وقد قال: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقال: {ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تُبعثون}.
إن كان بالإمكان أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا فأمرٌ جيد، وإن لم يكن بالإمكان أعتقد أنك في حاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأحد محسِّنات المزاج، وبفضلٍ من الله تعالى دواء مثل (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) يجمع كل هذه المميزات العلاجية الممتازة، وفي ذات الوقت مستوى السلامة فيه عالٍ جدًّا.
الجرعة في حالتك هي: أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعليها حبتين ليلاً لمدة شهرين آخرين، ثم خفضي الجرعة واجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، هو دواء سليم، وحتى إن كنتِ مُرضعًا فهو سليم أيضًا مع الرضاعة.
لا أعتقد أن (عشبة لسان الثور) سوف تكون مفيدة، الدواء الذي وصفته لك دواء مفيد جدًّا، وسوف يفيدك كثيرًا، وهو سليم، ولا يؤدي إلى الإدمان أبدًا.
فحوصاتك الحمد لله كلها طبيعية، وهذا بفضل الله تعالى، ويجب أن تطمئني، ولا تُكرري الفحوصات مرة أخرى حتى لا تدخلي في توهماتٍ مرضية.
الرقية الشرعية قطعًا مفيدة إن شاء الله تعالى، فالقرآن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين، وهو شفاء للذين آمنو ووقر وعمىً للذين لا يؤمنون.
احرصي على الدعاء والذكر – خاصة أذكار الصباح والمساء – واحرصي على قيام الليل ولو ركعتين خفيفتين في جوف الليل، وهو شرف المؤمن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.