هل أغير تخصصي الدراسي مع ما أعانيه من صعوبات؟
2016-10-30 01:29:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب بدأت دراسة الطب البشري في تركيا، لغتي التركية متوسطة، ليست بالجيدة بعض الشيء، مع أنني لا أحب دراسة المواد الحفظية لصعوبة تركيزي فيها، بل أحب الرياضيات لتركيزي الكبير فيها؛ ولأنني أحب أن أفهم فقط كنت أريد أن أدخل هندسات، لكني لم أجد فرعا أحبه فاخترت الطب البشري لرغبة الأهل، وشيئا من أني أريد أن أصبح طبيبا نفسيا.
بدأت في الدراسة باللغة التركية، ولكن أجد أن الطلاب الأتراك يفهمون الدرس، ويتناقشون مع الدكاترة، ويدرسون في وقت قصير، وينهون ما أخذناه، أما أنا فأمضي ساعات طويلة في إنهاء صفحات قليلة! ويوجد عندي سرحان كبير في التفكير عند البدء في الدراسة بعد أول دقيقة، ولدي تفكير زائد في الأمور، وأشعر بتأنيب الضمير في تضييع الوقت.
هل يتوجب علي أن أغير فرعي؟ مع أنني لا أريد هذا الشيء! أم ماذا أفعل؟
شكرا على اهتمامكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الاستمرار بالشئ أسهل من الخروج منه والعودة إليه مجددا.
الآن وصلت لهذا الفرع من الدراسة وأكيد لم يكن هذا بالأمر السهل، فهل الأفضل تركه الآن، أم تقديم فرصة مناسبة وجيدة للنجاح والتوفيق فيه؟
طبعا من الطبيعي والمتوقع أن تجد فرقا كبيرا بين الطلاب الأتراك الذين ولدوا وترعرعوا في تركيا، وتعلموا لغتها منذ نعومة أظفارهم، بينما أنت القادم الجديد، والمبتدئ بتعلم هذه اللغة، ولكن هذه الصعوبات لن تستمر، وإنما هي فقط في مرحلة الإعداد حتى تتمكن من هذه اللغة، ولذلك من الطبيعي والمتوقع أنك تحتاج أن تقضي أضعاف ساعات الطالب التركي، وهذا أيضا في البداية فقط، حتى تتقن اللغة، وينطلق لسانك بها.
وحالك هذا كحال الكثير من الأطباء، ومنهم أنا شخصيا، ممن يسافرون للبلاد الغربية لدراسة الطب أو التخصص فيه، حيث لغة الدراسة غير لغتهم الأم، إلا أنهم وبعد المرحلة الأولى يتقدمون في اللغة ومادة الدراسة، حتى أنهم يمكن أن يتفوّقوا على أهل البلد واللغة الأصليين.
أنا أعتقد أن السرحان هذا الذي تحدثت عنه، إنما هو بسبب هذه الصعوبة اللغوية في بداية الطريق، ولكن كلما تقويت فيها، وبدأت تتفهم النصوص التي تدرسها كلما سيخفّ عندك هذا السرحان.
أقترح أن تستمر لهذه السنة، وتتعب على نفسك، وسواء قررت فيما بعد الاستمرار أو التغيير فتقوية اللغة ستحتاجها على كلا الحالين، سواء بقيت في الطب أو نقلت للهندسات.
وأنا أشجعك على الاستمرار وخاصة أنك تنوي التخصص في الطب النفسي، هذا التخصص المهمل والذي نحن في أشد الحاجة إليه الآن، وفي مستقبل بلادنا سورية الحبيبة.
وإذا قررت في المستقبل بالتغيير، فنحن أيضا في حاجة للمهندسين، وفي التخصصات المختلفة لإعمار بلادنا المنكوبة.
وفقك الله، وجعلك من الناجحين المتفوقين، فنحن في حاجة للأطباء المبدعين.