تحطمت نفسيتي، وضاع مستقبلي لأنني لم ألتحق بالجامعة
2016-10-20 00:12:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا فتاة عمري 22 عاما، بعد ما أنهيت درستي الثانوية بمجموع 98%، كنت متحمسة جدا لأكمل دراستي الجامعية، ولكن تغيرت حياتي العائلية رأساً على عقب بسبب مشاكل ليس لي علاقة بها، أدت لضياع مستقبلي، وعندما حدثت المشاكل العائلية لم أكن في بلدي، مما جعلني أتأخر سنة كاملة عن التقديم للجامعة في بلدي، ولم أفقد الأمل، فقد حاولت التقديم للجامعة في كل مكان في بلدي وخارجها، ولكن للأسف، لم أجد القبول في أي جامعة رغم كل المحاولات التي بذلتها بشتى الطرق، مما أدى بنفسيتي إلى الدمار، لأن الدراسة الجامعية كانت أهم أهدافي.
بعد سنتين تقدم لي شاب وخطبني، وبعد فترة فسخت الخطبة ولم أكملها، وكان كل شخص يتقدم لخطبتي لا يتم الموضوع دون أسباب، لم أهتم بأمر الزواج، ولكن من شدة الملل الذي أعانيه فقط، فأصبحت حياتي مدمرة، ذهبت إلى الطبيبة، وجدت عندي ورما ليفيا كبيرا في الرحم، وكانت أكبر صدمة في حياتي.
توقعت بعد كل ما لاقيته من معاناة، أن أجد شيئا جميلا يغير حياتي، ولكنني صدمت بهذا المرض فجأة، لم أعترض على قضاء الله، وأعتقد أن يكون الله قد ابتلاني لكي أتقرب منه، لأن علاقتي بالله كانت منقطعة في بعض الأوقات، فكانت علاقتي بالله متذبذبة، وعندما أبتعد عن الله كنت أشعر بالملل.
أجلس في المنزل منذ 5 سنوات رغماً عني، وحاولت البحث عن عمل ولم أجد ما يناسبني، لأنني لم أكمل دراستي الجامعية، فقدت الأمل، وأصبح لدي وقت فراغ كبير لا أستغله سوى في النوم، حتى شخصيتي تغيرت، وأصبحت عصبية أثور من أقل شيء، وأصرخ وأبكي، ولا أرغب في التعامل مع الناس، وليس لدي علاقات مع الناس بسبب جلوسي في البيت، وإن رغب أحد بالتحدث معي لا أستطيع الكلام، وأشعر بالضيق من أي كلمة.
أدعو الله دائماً حتى يئست من الدعاء، وأظن أنه لا يستجاب لي، حتى تحطمت ويئست أكثر، ففي بعض الأحيان أشعر أن ما أعانيه بسبب العين أو الحسد، أدت لوقف حياتي ومستقبلي، وما يزيد من خوفي التفكير بإجراء العملية الجراحية في أي وقت، فماذا أفعل؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alaa حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكرك على تواصلك مع موقع الاستشارات في إسلام ويب، ونسأل الله أن يرفع عنك كل بلاء، وأما الجواب على ما جاء في السؤال فيمكن عبر الآتي:
- لا بد أن تعلمي يقينا أن ما حدث هو بقضاء الله وقدره، فعليك التسليم بذلك والرضا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو أن الله عذب أهل سمواته، وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خير من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار»، رواه
- ثم بعد ذلك عليك بالتفاؤل وترك اليأس والقنوط، وأن الله قادر على أن يغير حالك إلى أحسن الحال، والمطلوب حسن الظن بالله تعالى والتوكل عليه، وتفويض الأمر في تغيير الحال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله»، رواه أحمد.
- وبعد التوكل على الله، ومن الآن فصاعدا اشرعي في الأخذ في الأسباب الشرعية في إصلاح حالك، وهذه الأسباب يمكن أن تكون في الآتي:
* الاستعانة بالله تعالى، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فعن ابن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: قال أعرابي يا رسول الله، إني قد عالجت القرآن فلم أستطعه، فعلمني شيئا يجزىء من القرآن، قال: قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فقالها وأمسكها بأصابعه، فقال: يا رسول الله هذا لربي، فما لي؟ قال تقول: اللهم اغفر لي وارحمني، وعافني وارزقني، وأحسبه قال واهدني، ومضى الأعرابي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذهب الأعرابي وقد ملأ يديه خيرا"، رواه ابن أبي الدنيا، ورواه البيهقي مختصرا، وزاد فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله".
فلا حول ولا قوة إلا بالله جاء في بيان أهل العلم في معناها: قال ابن القيم: [أنّ لهذه الكلمة تأثيراً قوياً في دفع داء الهم والغم والحزن، قال: لما فيها من كمال التفويض والتبري من الحول والقوة إلاّ به، وتسليم الأمر كلّه له، وعدم منازعته في شيء منه، وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي، والقوة على ذلك التحول، وأنّ ذلك بالله وحده، فلا يقوم لهذه الكلمة شيء]، وقال ابن تيمية -رحمه الله- [هذه الكلمة بها تحمل الأثقال، وتكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال].
وعليك كذلك الإكثار من قول حسبنا الله ونعم الوكيل، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه "قضى بين رجلين فقال المقضي عليه لما أدبر، حسبي الله ونعم الوكيل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بًالكيس، فإذا غلبك أمر فقل "حسبي الله ونعم الوكيل" رواه أبو داود، فمن الحديث يدل على أنه ينبغي لا يصيبك العجز، بل عليك كفتاة عاقلة الاستعانة بالله، وقول حسبنا الله ونعم الوكيل، فالله يكفي العبد عن كل مايهمه، وهو نعم الوكيل.
- ثم عليك بكثرة الاستغفار، والمدوامة عليه ليلا ونهارا، فالاستغفار له تأثيره البالغ في دفع البلاء، ونزول الرحمة قال تعالىك "وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" وقال تعالى: "لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" .
- ثم عليك بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها بخشوعها، وأدائها حق الأداء، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، فعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى»، رواه أحمد، ومعنى حزبه اشتد عليه الأمر، فكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في هذه الحال أن يصلي، فالصلاة فيها الإعانة على تحمل المشاق ودفعها.
- ثم عليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله، وخاصة في ساعات الاستجابة مثل وقت السحر، وإدبار الصلوات فالله رحيم بعباده، ويجيب دعوة من لجأ إليه، وخاصة إذا كان مضطرا كمثل حالتك، قال تعالى: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"، فإذا فعلت كل ما سبق ذكره ستجدين خيرا كثيرا -بإذن الله .
- وأما ما ذكرتِ من احتمال وجود عين أو حسد أدى للإضرار بحياتك، وأن تنقلب رأسا على عقب، فالجواب على ذلك أن هذا قد يكون سببا وهذا أمر وارد، وللخلاص من العين والحسد، والذي يمكن أن ننصحك به لدفع العين والحسد أن تفعلي ما سبق، وإضافة إلى هذا عليك أن تخرجي الصدقة للمحتاجين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "داووا مرضاكم بالصدقة»، فالصدقة لها أثر عجيب في تفريج الهم -بإذن الله تعالى-.
* ويمكن أن تستخدمي الرقية الشرعية من الإكثار من قراءة الفاتحة وأية الكرسي، والمعوذات صباحا ومساء، وأرجو الحذر من الذهاب للسحرة والمشعوذين للتداوي من العين، فهذا لا يجوز شرعا.
نسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأن يفرج همك وكربك، إنه جواد كريم.