لماذا انتكست حالتي وأنا ما زلت أتناول السبرالكس؟!!
2016-10-18 01:25:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 21 عاما، قبل سنتين شخصت حالتي في هذا الموقع لدى الدكتور الفاضل/ محمد عبدالعليم أنها نوبات هلع ومخاوف قلق افتراضي، وأيضا رهاب الساح، نصحني (بالسبرالكس) وفعلاً ذهبت للطبيب ووصفه لي، وأيضا تناولت (سبرالكس 10 ملج) وشفيت لمدة سنتين، ولكن قبل 6 أشهر أتاني وسواس الموت وبعضاً من رهاب الساح ولكن بشكل بسيط فتغلبت عليه، ولكن قبل شهرين شعرت بنوبة هلع قوية وشديدة جداً أصبحت تتكرر كثيرا، وصرت لا أخرج من المنزل لخوفي من تكرارها.
داخل المنزل لم تأتني إلا نوبة هلع واحدة، وفكرتها أني أفقد عقلي، وباقي النوبات لا تحدث لي إلا خارج المنزل وفكرتها أني سأموت حالاً، وأشعر بكتمة شديدة وكأن روحي ستنسحب، ووقت النوبة أشعر كأنني في حلم، وبرجفة، وبجفاف في الريق وقدمي لا تحملني، استمرت معي هذه النوبة لمدة ساعة، ولكن باقي النوبات عندما تأتي أذهب إلى المنزل فتختفي.
دائما أشعر بأني سأسقط أو أدوخ، رفعت (السبرالكس إلى 20 ملج) لمدة شهر ولم أتحسن أبدا، فقال الطبيب: اجعليه 15 ملج، فجعلته 15 ملج لمدة أسبوعين، ولم أذهب إلى الجامعة خوفا من أن تأتيني نوبة الهلع في المحاضرة أو ساحة الجامعة، أو يأتيني شعور بأني سأسقط حالاً أو أدوخ أو أموت حالاً، تنتابني هذه الفكرة وأنا جالسة مع الناس، وإذا أتتني النوبة أشعر بأني أريد الهرب، ودائما أعود إلى المنزل إذا جاءتني الحالة.
ذهبت للمستشفى لأخذ ورقة إجازة فأتتني نوبة شديدة هناك كدت أموت، فقال لي الطبيب: غيري الدواء (لسيمبالتا جرعة 60) (والسبرالكس اجعليه 10 ملج)، وبعد أسبوع اقطعي (السبرالكس) واجعلي (السيبمالتا جرعة 120)، أنا خائفة من قطع (السبرالكس) فماذا أفعل؟ حدث كل هذا وأنا على (السبرالكس) لم أقطعه لماذا انتكست حالتي وأنا ما زلت أتناوله؟ هل فقد فعاليته؟ فقد كنت مرتاحة جداً، ورجعت لطبيعتي على (السبراليكس) فماذا حدث لي يا دكتور؟ الأودية كثيرة وأخاف أنها أفضل من السيمبالتا مثل، سيروكسات، لسترال وغيرها، لماذا لم أتحسن بعد رفع (السيبرالكس)؟ وهل السيمبالتا دواء جيد، وجرعة 120 كثير أم لا؟ انصحني يا دكتور أي دواء أفضل لي؟ فأنا خائفة من آثاره الجانبية الخطيرة التي في النشرة.
خارج المنزل أشعر بعدم الراحة وأريد العودة إليه، فأنا لا أشعر بالأمان، وأن حياتي انتهت، أنا في حيرة من أمري لا أعرف ماذا أفعل؟ لقد صرت محبطة جداً، ولا أعرف أي دواء مناسب لي، ولا أستطيع الخروج من المنزل، وأشعر بالراحة في السيارة فقط، وإذا نزلت من السيارة للسوق أو إلى منزل أحد ما سرعان ما تنتابني نوبة الهلع، لا أعرف هل أصابني رهاب اجتماعي لأنني أصبحت أكره الازدحام والإزعاج، وأفضل أن أبقى مع قليل من الأشخاص؟ ولكن عندما يأتوننا الضيوف لا أشعر بهذا، ساعدني يا دكتور.
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الذي حدث لك لا أعتبره - إن شاء الله تعالى - انتكاسة كاملة، هي نوع من الهفوة، وهذه قد تحدث في بعض الأحيان، هذه الأمراض العُصابية أو الحالات العُصابية كثيرًا ما تتأرجح الأعراض ما بين التحسُّن والهفوات والانتكاسات في بعض الأحيان.
مهما كانت النوبة الآن من وجهة نظري هي أخفّ ممَّا سبق، لأن خبراتك السابقة حول النوبة التي أتتْ فيما مضى وتمَّ علاجها بواسطة السبرالكس، وتوجّهاتك السلوكية: هذا رصيد علاجي كبير بالنسبة لك، فأول ما أريدك الآن أن تتأمَّلي وتتفكّري فيه أنك فيما مضى قد شُفيتِ من هذه العلة، وهذا دليل أنها ليست متأصِّلة فيك، هذا يجب أن يعطيك - إن شاء الله تعالى - الأمل والرجاء أن هذه النوبة سوف تزول.
والأمر الآخر: لا أريدك أن تعتقدي أن الدواء سوف يُعالج كل شيء، لا، إرادتك وقوتك وتحقيرك لفكرة المخاوف واختراق حاجز العزلة هذه والخروج والتواصل الاجتماعي والإصرار على ذلك، هذا هو العلاج الرئيسي.
ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية أيضًا تعتبر علاجات رئيسية جدًّا.
التزمي بهذه المعايير الإرشادية، والتحسُّن - إن شاء الله تعالى - سوف يأتي تدريجيًا.
بالنسبة للسبرالكس هو دواء رائع، لكن الأدوية تتذبذب في فعاليتها في بعض الأحيان، شاهدنا أناسًا لم يستفيدوا من الدواء للوهلة الأولى، واستفادوا منه في المرة الثانية، والعكس صحيح، شاهدنا مَن استفاد أولاً من الدواء لكن بعد ذلك لم يستفد، وهكذا طبعًا لا زالت الخارطة الجينية مجهولة، أو لم تتحدد معالمها بصفة كاملة، والخارطة الجينية هي الوسيلة التي تجعلنا نُدرك إدراكًا تامًّا ما هو الدواء الذي يُناسب كل إنسان، هذا لم يتم إكماله حتى الآن.
السيمبالتا الذي اقترحه الطبيب دواء ممتاز، فعّال، وجيد، وأنا أعتقد أن جرعة الستين مليجرامًا سوف تكون كافية جدًّا، يُضاف إليها جرعة عشرة مليجرام من السبرالكس، هذه خلطة علاجية سليمة، اصبري عليها، وطبقي الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك، وبإذنٍ من الله تعالى سوف يزول ما بك، وأشكرك كثيرًا على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.