أعاني من الرهاب منذ الطفولة وما زال يعيق حياتي
2016-07-18 02:08:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا سيدة في الأربعين من العمر، متعلمة ومثقفة، أعاني منذ الطفولة وإلى الآن من الرهاب الاجتماعي، حيث أشعر بالخوف في التجمعات، وخاصة في وجود ناس لم ألتق بهم منذ فترة، وكذلك أخشى حضور المناسبات، والاجتماعات، ومواجهة شخص، حيث أشعر بخوف وتشنج ورجفة، تكون واضحة في وجهي، حيث لا أستطيع أن أبتسم أو أضحك أو أتحدث، ولا حتى مجاملة.
وكذلك أشعر بتسارع في ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، ورجفة في الصوت، وأريد التخلص من هذه الأعراض، وخاصة رجفة الوجنة، أريد العيش بصورة طبيعية، والضحك من كل قلبي حيث أنني حاولت الذهاب إلى حفلات ومناسبات، لكن هذه الأعراض الظاهرة تعيقني، لقد استشرت أحد الأطباء حول حالتي، ووصف لي علاج السيرترالين.
إنني أستخدم سيرترالين200ملغم منذ 6 أشهر، لكنني لم أتحسن عليه، فأرسلت إليكم راجية وصف علاج لي ليس له مضاعفات، ولا يسبب إدمانا أو زيادة في الوزن، أو لديه أعراضا انسحابية.
شاكرة لكم مساعدتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ suha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي من الأمراض النفسية المنتشرة، ويعاني منه كثير من الناس، ويسبب إعاقة في الحياة وفي التواصل وفي العمل أحيانًا.
وعلاجه يكون عادةً بالأدوية مع العلاجات النفسية السلوكية، والـ (سيرترالين Sertraline) هو إحدى العلاجات الدوائية، ومائتي مليجراما منه جرعة كبيرة، وطالما لم تستفيدي منها فأنصحك بدواء آخر، وأقترح الـ (سيبرالكس Cipralex) في هذه الحالة، سيبرالكس عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجراما – لمدة أسبوعين، ثم حبة كاملة بعد ذلك، وعادةً يبدأ مفعوله في خلال شهر ونصف أو شهرين، وفي خلال شهرين إذا لم يكن التحسُّن كبيرًا فيمكنك زيادة الجرعة إلى خمسة عشر مليجراما لمدة أسبوعين، ثم إلى عشرين مليجراما، وتستمري على هذه الجرعة لفترة لا تقل عن ستة أشهر.
ولكن أنصحك – يا أختي الكريمة – مع تناول السيبرالكس أن تحاولي التواصل مع معالج نفسي ليقوم بعمل جلسات سلوكية معرفية، لأنه أُثبت أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي للرهاب الاجتماعي أفضل من الدواء وحده فقط، والنتيجة تكون أفضل، والتخلص من الأعراض يكون أسرع ويمتدّ لفترة طويلة.
إذًا مع تناول السيبرالكس حاولي أن تتواصلي مع معالج نفسي ذو دراية بالعلاج السلوكي المعرفي، بعمل جلسات، وعادةً تحتاجين إلى عشر أو عشرين جلسة بمعدل ساعة في الأسبوع.
وفقك الله وسدَّد خُطاك.