تدمرت حياتي بسبب العادة السرية والمقاطع المحرمة
2016-06-07 06:36:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 19 عاماً، لدي مشكلة أطرحها عليكم، راجياً من الله أن يجعل نصيحتكم سبب هدايتي.
بدأت مشكلتي منذ أربع سنوات بمشاهدة المقاطع المحرمة، حتى تطور الأمر وعرفت العادة السرية، دائماً كنت أفعلها وأندم، وكثيرا ما بكيت، حاولت كثيراً أن أتخلص منها ولكني أتوقف قليلاً ثم أعود.
تعودت عليها حتى أصبحت أمارسها في معظم الأحيان بدون شهوة، فقط لكونها عادة.
ازداد الأمر سوءاً حتى أصبح قلبي متعلقاً بالفتيات، ووقعت نفسي في خطأ كبير حينما جلست بجوار فتاة وسمحت لنفسي أن ألمسها بجسدي، كرهت نفسي كثيراً وتوقفت عن ذلك، وإذا ما تكرر الموقف في وسائل الموصلات أشعر دائماً بمقاومة داخلية تدفعني لفعل ذلك، ولكن أقاوم حتى ينتهي الأمر بخير.
أنا كل ما أريده أن يرضى الله عني، فقد أغضبته أوقاتاً كثيرة، والله ما رأيت منه إلا الخير، ففي كل مأزق أمر به إذا دعوته لم يخذلني، فآخذ على نفسي العهود والمواثيق ألا أفعل هذه العادة مرة أخرى، ولكن فترة وتنقضي ثم أعود.
صرت لا شيء، وأنتم تعلمون كل أضرار هذه العادة القبيحة، فلقد أصبت بكل الأمراض، كالضعف الجسدي والأرق، وضيق في التنفس، وألم في العظام والعضلات، وكسل، وغيرها الكثير، وأصبحت أشعر بالفتور في العبادات، وأتأخر عن أداء الصلوات في أوقاتها.
دمرتني بالكامل ورغم علمي بذلك فلم أستطع تركها، فهل إذا رجعت يرضى الله عني ويبدل حالي خيراً؟ وكيف الطريق للخروج من هذه المشكلة التي دمرت حياتي؟ وهل أخبر صديقاً مقرباً لي حتى يساعدني، أم أن ذلك فضح لنفسي؟ وكيف أخرج حب النساء من قلبي وأتوقف عن التفكير في الجنس في معظم أموري؟
حفظكم الله من كل مكروه وسوء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يأخذ بيدك إلى خير؛ وأن يرزقك البر والتقوى.
أما سؤالك كيف الطريق للخروج من هذه المشكلة التي دمرت حياتك؟
اعلم أن حكم الاستمناء، -العادة السرية- حرام، فقد حرمه أكثر العلماء استدلالاً بقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [المؤمنون :5، 7] فالآية دلت على أن تفريغ الشهوة يكون عبر الزواج أو عبر التسري مع الأمة المملوكة؛ ومن أفرغ الشهوة في غير ذلك فهو متعدي؛ وهذا الاعتداء حرام؛ ووجه آخر في منعها أن الاستمرار فيها له أضرار على صحة الإنسان؛ فقد يصاب المستمني بالضعف الجنسي بعد الزواج؛ أو بضعف في البدن؛ ونحو ذلك، والشريعة حرمت كل ما يضر الإنسان، قال رسول الله صلى الله " لا ضرر ولا ضرار" رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7517.
بما أنك عرفت أضرار هذه العادة؛ وتسعى للتخلص منها؛ فالذي ننصح به:
عليك أن تقرأ في الاستشارات والمواقع المتخصصة لتعرف خطر الاستمناء على صحة الإنسان؛ وفائدة القراءة تزيدك قناعة بتركها بعد معرفة أضرارها.
أما سؤالك كيف تخرج حب النساء من قلبك وتتوقف عن التفكير في الجنس في معظم أمورك؟ فالجواب، عليك بالابتعاد عن النظر للمقاطع الجنسية، فترك النظر إلى النساء من الأشياء التي تساعدك على الإقلاع عن الاستمناء؛ قال تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} [النور : 30].
عليك بمراقبة الله في السر والعلن، وأن لا تجعل الله أهون الناظرين إليك؛ وأقلع عن التفكير في الحرام؛ ومما يعين على ترك النظر المحرم أن تعلم عواقبه وإضراره؛ وكذلك أن تكثر من الذكر والاستغفار؛ وحافظ على الصلاة؛ واترك الرفقة السيئة التي كانت سبباً فيما أنت فيه، ولا تكثر من الخلوة، وإذا خلوت فاشغل نفسك بالطاعة والقراءة النافعة.
عليك بالزواج أو الصوم؛ لأن الشريعة كما أنها حرمت النظر الحرام وكذلك حرمت الاستمناء " العادة السرية" فقد دلت الإنسان المسلم السوي إلى علاجين ناجعين؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه مسلم برقم 1400
عليك بالمسارعة إلى الزواج والإعداد لأسبابه إن أمكن ذلك؛ والا فعليك بالصوم فإنه يحد من الشهوة، ويقلل من تغولها، وكل الأكلات التي تخفف من الشهوة، ولا تتناول الأكلات التي تزيد من الشهوة.
أما سؤالك، هل إذا رجعت يرضى الله عنك ويبدل حالك خيراً؟ الجواب؛ نعم يقبل الله من جاء إليه تائباً منيباً؛ فننصحك بالتوبة إلى الله تعالى؛ وذلك بأن تندم على مافات من الذنوب؛ وأن تقلع عنها في الحال؛ وأن تعزم أن لا تعود إليها؛ وأبشر، فعفو الله أعظم من كل الذنوب، قال تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر : 53].
مهما كانت تلك الذنوب فإن من تاب الله تاب الله عليه، ولا تخف مما سيكون في الآخرة، فلا تقنط من رحمة الله، فإن الله يقبل من جاء إليه تائباً؛ مصلحاً من حاله؛ قال تعالى: {والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف : 153].
سؤالك هل تخبر صديقاً مقرباً لك حتى يساعدك أم ذلك فضح للنفس؟ الجواب لا ينبغي أن تخبر صديقك عن عما حصل منك؛ لأن الستر مطلوب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه). متفق عليه.
يمكن أن تستشيره دون أن تخبره عن نفسك؛ وكأنك تتحدث عن شخص آخر؛ واطلب منه أن يدلك على الخير.
نسأل الله أن يصلح من شأنك؛ وأن يجعلك من عباده المتقين.
وبالله التوفيق.