زوجي ينفر مني دون سبب، فما الحل؟
2016-05-22 03:14:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أختكم تالين، عمري 26 سنة، متزوجة منذ 7 سنوات، وأم لطفلين، أنهيت دراستي الجامعية، وأنا أعمل معلمة، أحب زوجي كثيرا، لدرجة أني لا أستطيع رؤية غيره من الرجال، ودائما ما أدلـله وأتغزل باسمه، ولا أقصر بأي شيء من حقه، سواء هيئتي ونظافتي، أو بطعامه وشرابه، أو بالبيت وعياله، ولكنه ينفر مني، ويفتعل المشاكل لأبسط وأتفه الأسباب، ولا يرد على كلامي أو سؤالي، وإنما يكتفي بهز رأسه بنعم أو لا.
والمشكلة الأكبر أنه لا يشعرني بأنوثتي إلا عند وقت حاجته، مع العلم أني لا أضايقه في وقت عمله، وأتركه ينام على راحته، ويخرج على راحته، حتى في وقت فراغه أتركه يشاهد التلفاز أو الإنترنت كما يريد، خوفا من غضبه أو ضربه.
كما أني لا أعرف عن تفاصيل يومه ولا عن عمله ولا ماله إلا مما يصلني عن طريق أحد أقربائه أو أصدقائه.
وأود أن أنبهكم إلى أنه غير مقصر بالبيت أو بأولاده، ويحب أهلي ويحترمهم، وأنا أحب أهله كحب أهلي، ونحن تقريبا من نفس المستوى العائلي الاجتماعي
أرجوكم ساعدوني، فأنا جدا متعبة.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبعض الرجال يكون عنده مثل هذه الصفات، فهو لا يحب كثرة الكلام، ولم يتعود على الثناء على الآخرين، ولا يحب كثرة الاهتمام به، ولا يعطي أسراره لأي أحد.
رغم ما في زوجك من هذه الصفات إلا أنه يحبك، ولو لم يكن يحبك لما باح لك بذلك أثناء المعاشرة الحميمية، فالذي لا يحب زوجته يعاشرها من باب قضاء الوطر، ولا يبوح بكلمة واحدة، فاحمدي الله أن زوجك يبوح لك بما في قلبه.
قد يكون ضغط العمل مؤثرا على نفسيته، فشاركيه همومه في عمله، ولن يبقى زوجك ولن يستمر على تلك الحال، فعليك بالصبر؛ فالصبر عاقبته حميدة.
اقبلي زوجك بهذه الصفات، واجتهدي في تعديلها برفق وحكمة ولين، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، واحذري من الشيطان الرجيم الذي يريد أن يحزنك، وأن يوجد بينك وبين زوجك فجوة وجفوة، وأكثري من الاستعاذة بالله منه ومن وساوسه.
أتمنى أن تطلبي من زوجك جلسة ودية تكونين متهيئة لها وبأبهى حلة، وتبدئين الجلسة بالثناء عليه ومدحه، ومن ثم بثي له مشاعرك، ولا تتركي كلمة ولا عبارة حبيسة صدرك، وأخبريه عما تحبين أن ترين منه، واذكري له أن المرأة تحب الثناء، وأن تُبادَل المشاعر بمثلها، والثناء محبوب لكل الخلق، بل إن الله سبحانه يحب الثناء، لأنه سبب في زيادة إنعامه لعباده قال تعالى: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
اطلبي من زوجك أن يقيمك ويقيم أداءك ما بين الحين والآخر، وعديه بأن نقده سيكون محل إعجابك، وأنك ستتقبلين ذلك برحابة صدر، وستعملين جاهدة من أجل التغيير.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى، وتحري أوقات الإجابة، وسليه أن يصلح زوجك، وأن يلهمه رشده، وأن يؤلف بين قلبيكما، فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
الزمي الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فهما من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
قد يصاب الإنسان بمصيبة بسبب ذنب ارتكبه ولم يتب منه توبة نصوحا، وأنا هنا لا أتهمك، ولكن من باب التذكير، فلو وجد حاسب الإنسان نفسه، ووجد أنه قد أذنب ثم تاب واستغفر لفرج الله عنه همه بإذن الله، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).
اجعلي لنفسك وردا يوميا من القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
الحياة الطيبة تجلب بالإيمان وكثرة العمل الصالح كما وعدنا الله بذلك فقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
نسعد كثيرا في تواصلك في حال استجد أي جديد في حياتك.
أسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلبيكما، وأن يلهم زوجك رشده، ويلين قلبه، ويجعله لك قرة عين يبادلك الشعور والمشاعر.
والله الموفق.