هل يمكن ظهور علامات حسن الخاتمة على فاجر؟
2016-01-09 22:22:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعرف سيدة لا تصلي، وسمعتها سيئة، وتذهب إلى الكاهنات والسحرة، وتحاول أن تفرق بين أبنائها وزوجاتهم بالسحر، ويخاف الناس من لسانها السليط، وسلبياتها كثيرة.
توفيت هذه المرأة فجأة بدون سبب، ولكن ما يحيرني أنني عندها ذهبت للسلام عليها كانت بيضاء وكأنها تبتسم، وكانت المغسلة تقول: إن نفسها خفيفة في الغسل ولم تكن ثقيلة.
أسأل الله أن يرحمها بواسع رحمته، ولكن ما تفسير حالها مع ترك الصلاة والزنا والسحر والشرب؟ لأن البعض يقول إنها من علامات رضا الله على العبد، خفة روحه في الغسيل وابتسامته لأنه يرى الجنة، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يرحم المتوفية، وأن يغفر لموتانا وموتاكم وموتى المسلمين.
لا يعلم كيفية الختام إلا خالق الأنام، وإن الإنسان ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل الجنة فيدخلها، وطبعا تفسير هذا في الرواية التي فيها الإضافة (فيما يبدو للناس أو في ما يظهر للناس) كما أن الإنسان قد يتوب في آخر عمره، فينال القبول، وقد يموت وهو معترف نادم ويحسن الظن بربه، كما ورد من كلام الحجاج الذي فعل وفعل، لكنه عند الاحتضار، قال: اللهم اغفر لي فإنهم يظنون أنك لا تغفر لي. واستحسن الفقهاء في زمانه عبارته.
نرجو أن لا تشغلي نفسك بهذا الأمر، والمرأة مضت إلى ربها، والمهم هو الحذر من الأعمال التي كانت تتهم بها، والثبات على الطاعات، وسؤال الله حسن الخاتمة، كما أرجو أن يعلم الجميع أن الإنسان قد يفوز بالغفران بطاعات خفية، أو بأعمال كان فيها إخلاص عميق، ودونكم قصة البغي التي سقت كلبا، فشكر الله لها وغفر لها، وليس لأحد أن يقع في المعاصي، ثم يقول: أفعل كذا والله يغفر لي، وليس كل من تسقي كلباً أو إنساناً تنال الفوز، ولكن لا بد مع كل ذلك من توحيد خالص لله، وابن جدعان كان يفعل الخير ولم ينتفع بذلك، لأنه لم يقل: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين، حيث لم يكن مؤمناً بالله، ولا باليوم الآخر، والعظيم قد يعطي من يحسن من الكافرين وغيرهم في الدنيا، أما الآخرة فهي لمن سعى لها سعيها وهو مؤمن.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.