أتمنى أن أكون كثير العبادة لله دائم التذكر لله، ما نصيحتكم؟
2015-12-09 00:41:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب بعمر 18 عاماً، أتمنى أن أكون كثير العبادة لله، دائم التذكر لله، فهمتي ضعيفة جداً في هذه الأيام، خاصة في العبادة.
كنت أتمنى أن أرجع كما كنت، وأحاول أن أجتهد في الدعاء، فأريد نصائح عملية لكي ترجع همتي وحماسي للطاعة والعبادة، خاصة أن الجميع يعرف عواقب أن يكون المرء قليل الهمة أو كان في حالة اكتئاب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من صالح المؤمنين.
بخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل عبد الله-؛ فجزاك الله خيرًا على بحثك عن عوامل تقوية إيمانك، حتى تستطيع أن تؤدِّي رسالتك في الحياة كمسلمٍ يُحِبُّ الله ورسوله ويحرصُ على طاعته ورضاه.
ممَّا لا شك فيه أن النفس البشرية تتقلب، وأن القلوب لها إقبال وإدبار، كما ورد في كلام الصالحين (إن للقلوب إقبالاً وإدباراً، فأْتوها من إقبالها ولا تأتوها من إدبارها) والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب) يعني يضعف ويبلى، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لكلِّ شيء شَرَّة، ولكل شَرَّةٍ فترة) والشَّرَّة معناها القوة والفورة والثورة، ثم بعد ذلك يعقب النار هذه القوية رماد.
الإنسان يتقلَّبُ ما بين زيادة في الإيمان ونُقصان، كما لا يخفى عليك من أن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، إلَّا أنهم نصُّوا على أنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولذلك إذا أراد الإنسان أن يزيد إيمانه فعليه أن يزيد في طاعاته لله تبارك وتعالى، وأنت تقول بأنك - الحمد لله - كنت على خيرٍ، ثم شعرت أن همَّتك ضعيفة خاصة في الأيام الأخيرة، فتتمنى أن تعود إلى ما كنت عليه من القوة في الإيمان وزيادة الهمة والحماس للطاعة.
أقول لك: أول شيءٍ عليك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والاجتهاد في ذلك، وعدم التهاون في هذا الأمر.
كذلك عليك بأذكار ما بعد الصلاة، حافظ عليها، فهي بركة ونعمة، كذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء، كما أنصحك بورْدٍ من القرآن الكريم يوميًا، تقرؤه وتحافظ عليه مهما كانت الظروف، حتى إذا فاتك الوقت الذي حدَّدته لا تنام إلَّا وتحاول أن تقرأ الورد الذي قد حدَّدته لنفسك.
أتمنى أيضًا أن تُكثر من مساحة الذكر، فالأذكار العامة المُطلقة، ومنها الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستغفار، فإن لها تأثيراً عظيماً في تقوية الإيمان وفي دفع الكرب عن الإنسان.
أتمنى أيضًا أن تستغلَّ سلاح الدعاء استغلالاً أمثل وأفضل، لأنك تعلم أنه لا يردُّ القضاء إلَّا الدعاء، وأن الله تبارك وتعالى يُحِبُّ المُلحين في الدعاء، فاجتهد في الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يردَّ الله عليك ما فقدته.
كذلك أيضًا عليك بصحبة الصالحين، حاول أن تبحث لك عن صحبة صالحة تُعينك على طاعة الله تبارك وتعالى؛ لأن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، كما أخبر النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
أتمنى أيضًا أن تجعل لك قراءة ولو مُصغَّرة في بعض الكتب التي تتكلم عن عظمة الله تعالى وقدرته، وعن الإيمان والآثار المترتبة عليه، إلى غير ذلك.
إذا كنت تدرس فممَّا لا شك فيه حاول أن تُركِّز على دراستك، حتى تكون مسلمًا متميِّزًا؛ لأن النجاح في الدراسة قد ينعكس على نفسيتك وعلاقتك مع الله تعالى، عندما تشعر بأنك متمكِّن من مادتك العلمية.
كذلك أيضًا أنصحك -بارك الله فيك- بالاجتهاد في استغلال الأوقات التي أكرمك الله تبارك وتعالى بها في تقوية العلاقة مع الله تبارك وتعالى ببعض الأعمال الصالحة، كَبِرِّ الوالدين، وصلة الأرحام، وإذا كانت هناك فرصة لزيارة المقابر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كنتُ قد نهيتكم عن زيارة القبور فزورها، فإنها تُذكِّركم بالآخرة)، كذلك أيضًا زيارة المستشفيات والحالات الحرجة، حتى تعرف فضل الله تبارك وتعالى عليك، وإحسان الله تبارك وتعالى إليك.
هذه إن شاءَ الله بإذنِ الله تعالى أمورٌ جمعتها لك، عسى الله تبارك وتعالى أن ينفعك بها، وأسأل الله أن يجعلنا وإياك من صالح المؤمنين، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.