تركت عملي رغبة في تربية طفلي، ولكنني أخشى الفراغ.
2015-12-01 04:26:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة عمري 31 سنة، ولدت ابني البكر منذ 6 أشهر، وبسبب بعدنا عن الأهل اضطررت أن أتخلى عن عملي من أجل تربية ولدي، واتخذت هذا القرار بكل قناعة، بعد التردد والنقد الكثير الذي تعرضت له؛ لأنني أرى احتياج الطفل من الحب والعطف والصبر، ولا يمكن أن تكون الحضانة هي البديل المناسب لتربية الطفل بنفسية سوية.
بعد اهتمامي بولدي وبيتي وزوجي، وقيامي بواجباتي على أتم وجه، لا يتبقى لدي الكثير من الوقت، ولكنني أخاف من الفراغ، وأخشى عدم القدرة على العودة إلى سوق العمل مستقبلاً، لهذا السبب أريد فعل أي شيء أشغل به وقتي، ولا أعرف ماذا أعمل؟
لدي مبلغ صغير من المال، وأحمل عدة ألقاب وظيفية: لقب أول بالقانون، ولقب ثانٍ بحل الصراعات الدولية، وليس لدي أي خلفية عن الأعمال الحرة أو التجارية، وقد عملت في الجمعيات التي تعتني بحقوق الأقليات بعد ولادتي، لا أريد مشروعاً ضخماً يشغل حيزاً كبيراً من وقتي، لأنني أريد الاهتمام بتربية ولدي حالياً، وليس لدي من يعينني على ذلك من الأهل، فبماذا تشيرون علي؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا العاقلة الكريمة- في موقعك، ونحيي فيك الروح التي حملتك على التضحية من أجل طفلك، ونبشرك بالربح في أكبر وأهم وأعظم استثمار، وبالأجر والثواب من الكريم الغفار، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بطفلك، وأن يسعدك مع زوجك، وأن يصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لقد أسعدنا قرارك بالانحياز للطفولة، وأنت صادقة فلا بديل للأم سوى الأم، وكيف يمكن أن يربح من خسر أطفاله؟! فهنيئا لطفلك بك، وأرجو أن لا تتأثري بكلام من حولك، فقرارك صحيح بالمعايير الشرعية، وصحيح بالمعايير التربوية، وصحيح عند كل من يفهم الأطفال واحتياجاتهم وخصائصهم، والدراسات تثبت أن ما يفقده الطفل في الخمس سنوات الأولى، أو ما يتعرض له فيها، يحتاج إلى أربعين سنة من عمره ليتخلص من الأضرار والآثار، فلا تندمي على ما حصل، بل ارفعي رأسك ثقة بالله -عز وجل-، واعبديه وتوكلي عليه، فإنه الرب العظيم الأجل، وبيده صلاح الأطفال والنفس والأهل.
أما بالنسبة للبرامج التي يمكن أن تستغلي فيها فراغك، فنقترح عليك:
أولاً: القراءة في الثقافة الأسرية والتربوية، حتى يرتفع مستوى تعاملك مع طفلك وزوجك ومحيطك الأسرى والاجتماعي.
ثانياً: تخصيص وقتا للقراءة والمتابعة في مجال الأقليات، حتى تنمو ثقافتك في الاتجاه الوظيفي والتخصصي.
ثالثاً: التفكير في التواصل مع الجهات العاملة في المجال، للعمل معهم كمستشارة، أو متعاونة عن بعد، فكثير من الأعمال لا تتطلب حضور العاملين والموظفين إلى أماكن العمل.
رابعاً: التفكير في الاستخدام الأمثل لما تحت يديك من أموال، باستخدامها في مشروع صغير أو بالاشتراك مع أخريات في مشروع كبير، وهذا قد يحتاج منك إلى عمل دراسة جدوى، وقد يصعب علينا أن نقطع برأي مفيد ونحن عن بعد، وليس لدينا علم بالبيئة والفرص المتاحة، والتوقعات بالنسبة للعائد، وسوف نسعد بتواصلك وعرض نماذج للفرص المتاحة في بلدك ومكانك، ونشكر لك التفكير بهذه الطريقة، وننصحك بقراءة كتاب مائة وظيفة للمرأة، لأن الكتاب يعرض ويستعرض نماذج لناجحات من داخل البيوت.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتشرف باستمرار التواصل حتى نتابع معك المراحل العمرية للطفل، وكل من في موقعكم يسعدوا بخدمة الأبناء والبنات والإخوان والأخوات.
أسال الله أن يوفقك ويسعدك، ويصلح لنا ولكم النية والذرية.