أصبت باختلال الأنية، فهل من علاج لها؟
2015-11-24 23:49:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر ٢٧ عاماً، أعاني من قلق شديد واكتئاب ووساوس، حيث أني أصبت بنوبة هلع أدت بي إلى أن أصبت باختلال الأنية، أعاني من عدم التركيز والسرحان وعدم الفهم والنسيان على مدار اليوم.
تناولت غالبية الأدوية، آخرها فافرين وبروزاك لمدة ٧ شهور، لكني لم أتحسن، والآن أتناول افيكسور عيار ٢٢٥ صباحا منذ شهر، ولا يوجد تحسن، حيث أني منذ الصغر انطوائي وخجول وذو وساوس وشخصيتي قلقة.
ذهبت إلى العديد من الأطباء؛ لأن حالتي أدت بي إلى أن أتوقف عن مهام الحياة، وإلى اليأس وعدم التفاؤل، والقلق الشديد. وكنت في الصغر ذو ذكاء ومن أوائل المدرسة، لكني الآن توقفت عن التعليم وعن كل شيء، أعمل في مكتبٍ فأنسى كل شيء أعمله، أو أي عمل يوكل إلي، فأنساه.
أتمنى المساعدة؛ لأني محبط، وأعاني كذلك من آلام في الرأس، والرؤية ضبابية، عملت جميع الفحوصات والصور وكلها سليمة، أتمنى المساعدة لأني فقدت الأمل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ a k s حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما ذكرتُ لك في ردِّي على استشارتك السابقة أن اختلال الأنية اختلال في حدِّ ذاته، وتكون المشكلة الرئيسية هي أعراض الأنّية، ولا تكون هناك أعراض أخرى، ولكن إذا كان هناك أعراض للقلق والاكتئاب والوسواس؛ فهنا لا نسمي هذا اختلال أنية، ولكنه أعراض الأنِّية. هذا من ناحية.
الشيء الآخر الذي أضفته الآن في رسالتك هذه؛ أنك شخص خجول وذو شخصية قلقة، إذًا هذا نسميه (سمات الشخصية)، وهناك فرق بين نمط الشخصية والعرض النفسي أو عرض الأمراض النفسية:
• سمات الشخصية هو شيء يُصاحبك منذ أن كنت صغيرًا، ويستمر معك، ويكوّن شخصيتك، وقد يُسبب لك متاعب في أداء وظائفك الحياتية، إمَّا في العمل، وإمَّا في العلاقات الاجتماعية.
• أما العرَض النفسي فهو يبدأ في وقت محدَّد، ولا يكون مصاحبًا لك منذ صغرك، لكنه يبدأ في وقت محدد ويكون جزءًا من المرض.
الشيء الجوهري في العلاج: سمات الشخصية لا تستجيب للعلاج الدوائي، أما الأعراض النفسية فتستجيب للعلاج الدوائي، وهذا قد يفسِّر لماذا لم تستجب إلى الأدوية النفسية؟
إذًا سمات الشخصية التي تُعاني منها تحتاج إلى علاج نفسي، علاج نفسي مع معالج نفسي مقتدر، جلسات نفسية قد تمتدَّ لشهور، جلسة أسبوعية قد تمتدّ لشهور.
قد لا ينجح المعالج النفسي في تغيير سمة الشخصية، ولكن يُساعدك في التعايش مع هذه السمة من خلال الإرشادات والتوجيه الصحيح، أي اختيار العمل المناسب الذي يُناسب شخصيتك، كيف تتعامل مع الآخرين؟ كيف تتعامل مع أحاسيسك نفسها وتتأقلم معها، حتى وإن لم تستطع تغييرها؟
لكن هذا لا يعني أن نترك الباب مغلقًا أمام الأدوية، فهناك بعض الأدوية التي تساعد في علاج القلق والاكتئاب، وللأسف -كما ذكرتُ لك سابقًا- الـ (فافرين Faverin) والـ (بروزاك Prozac) مفيدان في حالة الوسواس، ولكنهما ليس مفيدان في حالة القلق.
نعم الـ (إفكسر Efexor) مفيد في علاج الاكتئاب والقلق، ولكنك أخذت جرعة كبيرة ولم تستفد منه، فإنني الآن -مع العلاج النفسي- أنصحك بأن تُجرِّب الـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) 10 مليجراما، فإنه مفيد في القلق، ابدأ بنصف حبة يوميًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك، وفي خلال شهر ونصف إلى شهرين إذا لم تستفد من الحبة يمكن رفع الجرعة إلى حبتين -أي 20 مليجراما- هذا مع التركيز على العلاج النفسي، العلاج النفسي مهم جدًّا لمساعدتك في اجتياز هذه المحنة، وفي أن تعيش حياة هادئة ومطمئنة.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.