مترردة في قرار إكمال تعليمي الجامعي، فهل من نصيحة تنفعني؟
2015-11-17 23:42:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 20 سنة، تخرجت من الثانوية العامة بامتياز، وكنت من المتفوقين، فأنا ذكية في الدراسة -ولله الحمد-، أعاني حاليا من تردد في قرار تركي للدراسة الجامعية، فقد تم قبولي في ثلاث جامعات، ولكن كلما دخلت إحداها لم أشعر بأنني أحقق نفسي فيها، فأنا لا أحب التقيد بالامتحانات، أحب العلم العام.
في فترة توقفي بين الجامعات كنت أذهب إلى معهد القرآن والدروس الدينية، وأذهب لممارسة الرياضة، وكنت أشعر بسعادة، أشعر أن دور المرأة لا يقيد بالنجاح الجامعي، لأن كثيرا من الناس يعتقدون أن الشهادة الجامعية بمثابة الأمان للحصول على الوظيفة، والراتب، واكتساب العلم، ولكن لا أشعر أنه يشترط النجاح مع الشهادة، لأن سبل النجاح كثيرة، ودوري كامرأة أن أطور نفسي دينيا، ثم -إن منّ الله علي بالزواج- بتربية أبنائي التربية الصحيحة، وطاعة زوجي، ولا يشترط أن أكون ذات شهادة جامعية، لأضمن رزقي لأنه من الله، فهل يعد تركي للجامعة وتوكلي على الله كسلا وعدم عمل، وعدم أخذ بالأسباب؟
أعيش في ظل أسرة ذات دين وتفهم، والدي ووالدتي خريجي بكالوريا، وأنا مؤسسة مشروع تجاري مع أخي، لا أريد أن أحزن والدي ووالدتي بقرار تركي الجامعة الآن، ولكن لأنني لا أشعر بقيمة الشهادة إلى الآن، أعلم أنني لن أستطيع إكمالها، ربما أعود في المستقبل، فالعلم عند الله، ولكن حينها سأكون عازمة ومقدرة لقيمتها، فما رأيكم بما أقول؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد كان من وصايا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تفقهوا قبل أن تسودوا) قال البخاري: (وبعد أن تسودوا)، والمقصود بوصية عمر أن الشخص يكون قبل أن ينشغل متفرغا للطلب، بخلاف ما لو انشغل، فأنت الآن لا تزالين غير منشغلة، فوصيتي لك أن تواصلي دراستك الجامعية، والتي ستحصلين منها على علم كثير -بإذن الله-، ولا مانع أن تواصلي دراستك في حلقات العلم العامة، وبهذا تنالين مرادك في طلب العلم الشرعي والتعليم الجامعي، وتنالين رضى والديك وتفرحيهم بمواصلة الدراسة.
ونيل الشهادة الجامعية، سبب من الأسباب لكسب الرزق، والأرزاق بيد الله، ولقائل أن يقول حتى لو لم تدرسي المراحل الدراسية السابقة وتنالي شهادة الثانوية العامة، فرزقك كان سيأتيك، كما قال ربنا عز وجل: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)، وإنني هنا أذكرك بقول عمر في العمل بالأسباب، قال: (أرأيت لو أن مكانا فيه عشب قليل وآخر فيه عشب وافر كثير أين كنت ستورد إبلك)، لا شك أن العقل سيقول في المكان الذي فيه عشب كثير، والمقصود أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل، وطالما وأنت قادرة الآن على الاستمرار في الدراسة، ونيل الشهادة أولى من التأخير لوقت آخر، فقد لا تتمكنين فيما بعد، فستأتيك مشاغل الزوج ومسؤولية الأولاد.
وهذه وصيتي لك بتوثيق الصلة بالله بكثرة الطاعات والذكر، وخاصة الأذكار التي تعينك على القيام بأعمالك، وإن كانت كثيرة، ومنها ما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- عليا وفاطمة حين أتت فاطمة تطلب خادما يخدمها، فقال: (ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم، إذا أتيتما مضجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين، واحمداه ثلاثا وثلاثين، وكبراه أربعا وثلاثين، فذلك خير لكما من خادم، قال علي -رضي الله عنه-: فما تركته منذ سمعته، قيل له ولا ليلة صفين، قال: ولا ليلة صفين).
أسأل لك التوفيق والسداد، إنه سميع مجيب.