الشعور بتعاسة الحظ
2004-11-30 09:19:48 | إسلام ويب
السؤال:
لا أدري من أين أبدأ؛ أنا فتاة غير متزوجة، منذ أن أنهيت دراستي الثانوية لم أحصل على وظيفة تناسبني، باختصار حظي نحس جداً بطريقة لا يتصورها أحد، إذا أنوي القيام بشيء يحدث العكس، رجعت إلى الله بالصلاة والصيام، تحسنت نفسيتي ولكن ما زال الحظ يعاندني، لقد تعبت من البحث عن عمل ولا أدري ما هو الحل.
أرجو النصيحة، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن يوسع رزقك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يقضي حاجتك ويفرج كربتك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن المولى جل جلاله تكفّل بضمان أرزاق جميع الكائنات، حيث قال جل شأنه: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) [هود:6] وقال جل شأنه: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات:22] فقضية الأرزاق قضية محسومة منتهية، ورسولنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا قائلاً: (إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب).
اطمئني لهذه الناحية، واعلمي أنه إذا كان لك نصيب ورزق فلا يمكن لأحدٍ أن يمنعه عنك مهما كان، فالمولى جل جلاله قد قدّر المقادير وقسّم الأرزاق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فنصيبك سيأتيك مهما طال الزمن.
تأكدي من أن المولى لم ولن ينساك أبداً، حتى الكافر الذي يعبد غيره يرزقه سبحانه ولا يحرمه ولا ينساه، فهل يُعقل أن ينساك -أختي فاطمة- وأنت الموحدة المؤمنة المصلية المحبة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم؟ هذا مستحيل قطعاً، ولكنها مسألة وقت، ورزقك موجود في خزائن الله، وما عليك إلا السعي والأخذ بالأسباب، ودعي النتائج للمولى سبحانه وتعالى، وليست المسألة مسألة حظ كما تقولين، وإنما هي أقدار مقدرة، وأرزاق مقسّمة ليس فيها تخمين ولا توقعات ولا عشوائية.
اجتهدي في الطاعة والعبادة أكثر وأكثر، واستغلي أوقات فراغك قدر الاستطاعة في القرب من الله، وتأكدي أن هذا سيسهّل لك الأمر، ويكون سبباً في قضاء حاجتك؛ لأن ما عند الله لا يصل إليه العبد إلا بطاعة الله ورضاه، وكلما كان العبد أكثر طاعة كلما كان إكرام الله له أحسن وأفضل وأوسع من غيره، فاجتهدي في الطاعة، وأكثري من الدعاء، وإياك والملل أو اليأس أو القنوط، وإنما كوني دائماً متفائلة، واعلمي أنها مسألة وقت، فربما يرزقك الله زوجاً صالحاً مباركاً يغنيك عن العمل، وتكونين ملكة في بيتك تحت يديك الخدم والحشم، فأكثري من الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عله وسلم، واعلمي (أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).
وبالله التوفيق.