أعيش حياتي بشكل أفضل مع الزيروكسات.. هل أستمر في تناوله؟
2015-10-17 23:45:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أحب أن أبدأ بشكر الله أولا أن دلني على هذا الموقع المفيد، ثم بشكر القائمين بالجهود الجبارة في هذا الموقع لخدمة المجتمع.
أنا طالب جامعي، كنت أعاني من الرهاب بشكل قوي، -ولله الحمد- مع مرور السنين خفت حدته بشكل كبير، في البداية كنت أواجه صعوبات في الإمامة والقراءة أمام الناس، وخوف بسيط من الاجتماعات الكبيرة، وبعد فترة عرفت علاج الزيروكسات، وبدأت باستخدامه وتغيرت حالتي بشكل جذري إلى الأفضل، فشعرت بأني الشخصية التي أتمنى أن أكونها.
مع الأسف لم أستمر على العلاج أكثر من شهر، ثم قطعته، ومع مرور الشهور بدأت تنتكس الحالة وجاءتني حالة من التلعثم والصعوبة في تركيب الجمل، وشلل في التفكير متى ما وضعت في مواقف صعبة ومحرجة، وبعد هذه الانتكاسة رجعت للزيروكسات لمدة ثلاثة شهور، وأنا ألاحظ التغير الكبير في حياتي، وفي شخصيتي وقطعته قبل ما يقارب الشهر ونصف.
أستطيع القول -ولله الحمد- أني حاليًا لا تأتيني حالة الرهاب في معظم الحالات التي ذكرتها، لكن شخصيتي ومزاجي وثقتي بنفسي لا تقارن بوضعي مع العلاج، فمع استخدامه أحس أن الحياة تمشي بشكل مثالي بفضل الله أولا، ثم بفضل هذا العلاج، ومتى ما استخدمته أحس أن عندي القدرة على تحقيق أي طموح أملكه وتقوى ذاكرتي وشخصيتي بشكل ملحوظ.
أعتقد أن معاناتي ممكن تنتهي لو وصلت لمرحلة القدرة على عدم الاهتمام بما يظنه الناس فيّ، فو الله أعلم أن هذا الشيء هو الذي يقيدني ويسبب لي هذه المشكلة، فما رأيك؟ هل أرجع للعلاج؟ والحمد لله لم أجد منه أعراضًا مزعجة واستمريت عليه لمدة طويلة، وكم الجرعة إن كانت الإجابة بنعم؟ فمثل ما قلت لك الحياة تصير أكثر جمالا بإذن الله وفضله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي اضطراب منتشر بين الناس، ويُقال إن 12% في أي مجتمع مُصابون بهذا المرض، ولكن أكثرهم لا يأتي للعلاج رغم المعاناة المستمرة التي يُعانون منها، وقد طلبتَ العلاج أنت - الحمد لله تعالى - واستفدت منه كثيرًا كما قلتَ، وتقريبًا ذهبت كل الأعراض عند استعمال الـ (زيروكسات Seroxat).
قبل أن أجيب عن موضوع الزيروكسات أرجو أن أضيف شيئًا آخر: ثبت في كثير من الدراسات أن أفضل علاج للرهاب الاجتماعي هو الجمع بين العلاج النفسي والدوائي، والعلاج النفسي هو ما يعرف بـ (CBT) (العلاج السلوكي المعرفي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy) ويكون كالآتي:
عليك أن تُحلل تحليلاً دقيقًا المواقف الأكثر صعوبة، ثم المتوسطة ثم الأقل، وتبدأ بالتدريب على مواجهتها، طبعًا سوف يزيد القلق والتوتر عند المواجهة، ولكن تدريجيًا هذا سيقلّ، خاصة إذا ارتبط العلاج السلوكي المعرفي باستعمال الدواء.
إذًا أنصحك بالعودة إلى الزيروكسات، ولكن مع برنامج للعلاج السلوكي المعرفي المنظم، ويستحسن إذا كان على يد خبيرٍ بهذا النمط من أنماط العلاج.
الجرعة المناسبة للزيروكسات هي عشرون مليجرامًا، تأخذها مرة واحدة قبل النوم، ويمكن أن تستمر عليها مع العلاج السلوكي المعرفي لعدة شهور، ثلاثة إلى ستة أشهر، وبعد أن تختفي الأعراض تمامًا يمكن أن تتوقف عنها بالتدريج، بأن تُخفض خمسة مليجرام كل أسبوع حتى تختفي، وبهذا -إن شاء الله تعالى- لا تعود إليك الأعراض مرة أخرى.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.