أعاني من القلق والتوتر عند حضور الاجتماعات في العمل
2015-10-01 05:46:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من القلق والتوتر عند حضور الاجتماعات في العمل، وكلما كان الاجتماع كبيراً ويحضره عدد كبير من الموظفين والمدراء أشعر بالتوتر والخوف والقلق أكثر، وذلك إذا كان هنالك احتمالية أن يطلب مني الحديث.
أعراض القلق والتوتر التي تصاحبني زيادة خفقان القلب وعدم التركيز، وتشتت الأفكار والتكلم بصعوبة.
كذلك عندي خوف شديد من إلقاء عرض مرئي، وهو بالنسبة لي كالكابوس، وأحاول أن أتجنبه دائماً، ويسبب لي الكثير من التوتر والقلق قبل أدائه بفترة طويلة، وأجلس أفكر في الأمر مراراً وتكراراً من أن أرتبك ويحتبس صوتي ولا أعرف ما ذا أقول!
علماً أنني أتدرب جيداً قبل أداء العرض المرئي، وذهبت لطبيب نفسي فوصف لي سيبرالكس 10 ملج، ولكني لدي خوف شديد من تناوله، حيث قرأت أنه له الكثير من الأعراض بعد ترك الدواء.
كذلك استشرت الطبيب النفسي في أخد دواء اندرال، فقال: إنه لن ينفع إلا في العوارض الجسدية للقلق فهو يخففها، كنت قد اشتريت اندرال 10 ملج و40 ملج، وأنا متردد أيضاً في تناوله.
أرشدوني إلى الدواء المناسب لحالتي، علماً ان هذه الحالة لدي منذ أيام المدرسة، وهو الخوف والقلق من الاجتماعات وإلقاء الكلمات أمام الناس، وقد أدى هذا الخوف والقلق من المواقف الاجتماعية إلى ارتفاع طفيف في معدل ضغط الدم عندي، وأحاول الآن تخفيضه عن طريق الحمية والرياضة وتقليل الأكل.
والله الموفق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخِي: أنت تعاني من درجة بسيطة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، والذي أحسبه أيضًا أنه ربما يكون لديك درجة من الخجل أصلاً، وإن شاء الله تعالى يكون لديك أيضًا معدل الحياء مرتفع؛ لأن الحياء شطر من الإيمان.
أخِي الكريم: هذه الحالات تُعالج من خلال إعادة صياغة الفكر بصورة معرفية جديدة، وأقصد بذلك أن تجلس مع نفسك، وأن تُناقش: ما الذي يجعلك تخاف؟
أنت لست بأقل من الآخرين، وعليك أن تقتحم وتُصِرُّ على ذلك، وأنا أؤكد لك من جانبي أنه لن يصيبك مكروه أبدًا، نعم قد تحسُّ بشيء من التوتر والخوف، هذا يكون في بداية النشاط الاجتماعي، ولا أحد يشعر بمشاعرك، يعني تسارع ضربات قلبك أمر داخلي وخاص بك، لا يُوجد أي نوع من التلعثم في الكلام كما يعتقد البعض، لا تُوجد رعشة، وإن وجدتْ فهي بدرجة بسيطة جدًّا، ولا يُلاحظها العيان، وتختفي -إن شاء الله تعالى- في لحظتها.
إذًا أنت مطالب - أخِي الكريم - بتغيير فكري هو أفضل وسائل العلاج لمواجهة الخوف، والحمد لله تعالى أنت تتدرَّب الآن على العرض المرئي، وأريدك أن توسِّع من مهاراتك الاجتماعية.
-الحرص على صلاة الجماعة يُطوِّر من مهارات الإنسان الاجتماعية، وأن تكون في الصف الأول.
-أن تعرف - أخِي الكريم - أن تحية الناس بتحية الإسلام وبصورة جميلة، وأن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وأن تأخذ المبادرات في تقديم التحيَّة، هذا علاج ممتاز للخوف الاجتماعي.
-أن تُمارس كرة القدم مثلاً كرياضة جماعية، فيها فائدة كبيرة جدًّا.
-أن تزور المرضى.
-أن تمشي في الجنائز وتحضر دفنها.
-أن تذهب إلى الأعراس.
-أن تذهب إلى المجمعات التجارية.
هذا كله علاج وعلاج ضروري جدًّا، وأريدك أن تكون حريصًا عليه، وأنا أثق تمامًا أنك سوف تستفيد منه.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأقول لك: نعم، السبرالكس دواء رائع، وليس له آثار جانبية أبدًا، هذا الدواء إذا استعمله الإنسان بصورة صحيحة ليس هنالك آثار انسحابية، ليس له أي مشاكل، نعم في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي لدى الرجل، لكنه لا يؤثر على الصحة الذكورية، وبجرعة عشرة مليجرام.
أخِي الكريم، لن تجد من الدواء ضررًا أبدًا، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بهذه الكيفية ومع هذه الجرعة الصغيرة سوف تجني الفوائد دون أي أعراض سلبية -إن شاء الله تعالى- .
بالنسبة للإندرال: نعم هو دواء داعم، لأنه يكبح حقيقة الأعراض الجسدية المصاحبة للرهاب، وأنا أريدك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
الإندرال لا يُستعمل في حالة أن يكون الإنسان مصابًا بمرض الربو.
اجتهد - أخِي الكريم - في تخفيف وزنك، هذا أمر جميل، وممارسة الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية - كما ذكرت لك - سوف تعود عليك بخير كبير.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.