أعاني من وسواس يجعلني أنظر إلى الناس نظرة سيئة
2015-09-21 01:50:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أعاني من وسواس يجعلني أنظر إلى الناس نظرة خاطئة، ذلك الأمر يجعلني لا أرغب في الخروج من المنزل حتى لا أنظر للناس في الخارج ولا ينظرون لي.
كذلك لا أرغب بالخروج من غرفتي ولا الحديث مع أفراد أسرتي أيضاً، ولا النظر لأحد منهم أو الكلام معهم، وأشعر بالظلم من ذلك الأمر لأنهم يعتبرونني سيئة ومذنبة في نظرتي لهم.
ذهبت إلى طبيب ووصف لي دواء تربتيزول، وأرغب في التخلص من هذا الوسواس، فكيف السبيل لذلك؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
من الواضح حقيقة أنك حساسة، وفي ذات الوقت شخص خجول، وفيك الكثير من الحياء، وما يحدث لك هو نوع من التفكير الوسواسي ونوع من التحليل الوسواسي، وذلك نسبةً للبناء النفسي لشخصيتك.
العلاج يكون من خلال تجاهل هذه الأفكار، تجاهلها تجاهلاً تامًا، وعدم الخوض فيها، وبالرغم من أن الفكرة سوف تكون مُلحة ومسيطرة ومُهيمنة عليك، إلَّا أنك يمكن أن تُخففي كثيرًا من وطأتها من خلال تجنب مناقشتها، فالفكر الوسواسي ينمو ويُعشعش، ويزداد ويُهيمنُ، ويزداد ويستحوذ أكثر حين نناقشه أو نُحلله، أو حين نحاول أن نرده بصورة خاطئة، ويجب أن تردِّي هذا الفكر وتُغلقي عليه بصورة صحيحة، قولي للفكرة: (أنت فكرة وسواسية حقيرة لن أعطيك اهتمامًا أبدًا)، وحاولي أن تُغيِّري من نمط حياتك، أن تكوني تفاعلية مع أهلك بصورة أكثر، وتكون لك أنشطة مع الأسرة، تواصلي مع صديقاتك من البنات، اذهبي، قومي بعمل بعض الكورسات، إذا كان بالإمكان أن تذهبي إلى مركز تحفيظ القرآن هذا أيضًا فيه خير كثير لك، اذهبي وسوف تجني -إن شاء الله تعالى- فوائد عظيمة، ومنها التفاعل الاجتماعي الإيجابي والجيد، والذي سيزيل عنك الرهبة والخوف.
بالنسبة للعلاج الدوائي: التربتزول دواء يزيل القلق ويُحسِّن النوم، لكنه لا يحسن كثيرًا الوساوس، فاستبداله بدواء آخر ربما يكون أفضل، وتواصلي مع طبيبك، أعتقد أن عقارا يعرف تجاريًا باسم (مودابكس Moodapex)، ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت Zoloft)، أو (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، وأنت تحتاجين أن تتناوليه بجرعة صغيرة جدًّا، وهي أن تبدئي بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا).
يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.