الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك - أيتها الفاضلة الكريمة - رسالتك هذه وثقتك في إسلام ويب، ورسالتك رسالة واضحة، وقد أعجبتني كثيرًا، أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنا الذي أراه أنك لست مريضة لا عضويًا ولا نفسيًا، وهذا الذي بك هو فقط ظاهرة نفسية، وهي أنك تعانين من القلق، والقلق حين يشتدُّ على الإنسان يُصبح قلقًا سلبيًا، والقلق في الأصل هو طاقة إيجابية لأنه هو الذي يُحسِّنُ من دافعيتنا، ويؤدِّي إلى مثابرتنا وإقدامنا وإنجازاتنا، لكن في بعض الأحيان القلق قد يتجمَّد ويتزايد بصورة سلبية ممَّا ينتج عنه التوترات وكذلك الأعراض الجسدية من النوع الذي تحدثتِ عنه، وفي ذات الوقت يُعرف أن تشتت التركيز هو أحد النتائج المباشرة جدًّا للقلق.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك هي حالة قلقية وليست أكثر من ذلك، ما عانيت منه تجشؤٍ واضطرابات في الجهاز الهضمي ناتجة من التقلصات التي تُصيب المعدة والأمعاء، لأن القلق ينعكس على بعض عضلات الجسم، ومنها عضلات الجهاز الهضمي.
فإذًا العملية عملية فسيولوجية بيولوجية طبيعية جدًّا، والأمر من وجهة نظري لا علاقة له بالجن أو السحر أو العين، هذا الموضوع - أي موضوع العين والسحر- أعتقد أن الناس قد تجاوزوا فيه كثيرًا، وهنالك الكثير من الأفكار الخاطئة، الأفكار غير السليمة، التي أدَّتْ إلى توهمات كثيرة جدًّا.
أيتها الفاضلة الكريمة: العلاج يكون من خلال: تحقير وتجاهل الأعراض، ومن خلال التفكير الإيجابي، وأنت لديك أشياء جيدة وجميلة في حياتك، مُقدمةٌ على الزواج، أسألُ الله تعالى أن يرزقك حياةً زوجية هانئة مع زوجك الصالح، الأمر يتطلب منك أيضًا الابتعاد تمامًا عن التوهمات - كما ذكرتُ لك - وأن تعيشي حياة صحيَّة: أن تُصلي صلاتك، أن تحرصي على أذكارك، ويكون لك وردك القرآني، أن تكوني بارة بوالديك، أن تفكري في المستقبل بصورة أكثر إيجابية وأكثر نضوجًا، وأن تنامي ليلاً مبكرًا، النوم الليلي يؤدي إلى استرخاء وراحة كبيرة.
وفي ذات الوقت أريدك أيضًا أن تتناولي أحد مضادات القلق، لكن هذا يتطلب أن تذهبي إلى الطبيب، طبيب الأسرة وليس الطبيب النفسي، فأنت لست مريضة نفسية، وهنالك أدوية بسيطة جدًّا مثل الفلوناكسول Flunaxol (فلوبنتكسول Flupenthixol) أو الديناكسيت Denaxit) أو البسبار Buspar (بسبرون Busiprone)، هذه أدوية ممتازة، أو جرعة صغيرة اسمه (تفرانيل Tofranil)(امبرمين Imipramine) هذه سوف تُساعدك كثيرًا، وتجعلك -إن شاء الله تعالى- في راحةِ بالٍ واسترخاءٍ نفسيٍ وجسديٍ.
ممارسة الرياضة مهمة ومهمة جدًّا، لأن الرياضة تحرق الطاقات السلبية - جسديَّةً كانت أو نفسيَّة - كما أن تمارين الاسترخاء نعتبرها مهمة جدًّا، لذا حرصنا في موقعنا أن نشرح هذه التمارين، وذلك تحت رقم الاستشارة (
2136015) فأرجو أن ترجعي إليها وتطبقي كل ما بها بصبرٍ وأناةٍ حتى تستفيدي منها.
أنا مطمئن أن حالتك هذه حالة عارضة، و-إن شاء الله تعالى- ما ذكرته لك كافي جدًّا، وسوف يفيدك أحد الأخوة المشايخ فيما يتعلق بحديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، لأنهم لا يسترقون لحسن توكلهم على الله.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل اللهُ لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم-استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-،
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه، وقد أفادك الأخ الفاضل الدكتور محمد بما يفيدك -إن شاء الله تعالى- من الناحية الطبية والنفسية.
وأما ما سألت عنه بشأن حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب بأنهم لا يسترقون، فالأمر كما ذكرتِ أنهم نالوا هذه الفضيلة بتمام توكلهم على الله تعالى، فلم يأخذوا بأسباب دفع ما نزل بهم بطرق الرقية والكي، وذلك لكمال تفويضهم الأمور لله تعالى، ولكن هذا لا يعني أن من يطلب الرقية ليدفع عن نفسه المكروه، لا يعني ذلك أنه قد فعل أمرًا حرامًا، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمر بالاسترقاء، لكنه لم يفعله -صلى الله عليه وسلم- ومدح هؤلاء الذين لم يفعلوه، وإذا كان الإنسان إذا ترك الرقية يعود على نفسه باللوم والعتاب، أو يرجع حاله إلى التسخط والتضجر أو نحو ذلك، فالأكمل له والأولى له في هذه الحال أن يأخذ بالأسباب فيتداوى.
ولهذا فنصيحتنا لك أن ترقي نفسك إذا أمكنك ذلك، وهذا أحسن وأفضل، وهو خارج عن حديث (لا يسترقون) فإذا رقى الإنسان نفسه بنفسه فإنه لا يزال ممَّن يشمله حديث السبعين ألفًا، وكذلك إذا رقاه غيره دون طلبٍ منه، ولكن إذا لم تُحسني الرقية واستعنتِ بمن يُحسنها من الثقات أهل الدين والتمسُّك بالسنة، فإن هذا ممَّا أباحه الله تعالى وأمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن يحتاجه، فيسعك الوقوف في هذا المقام والتسبُّب في دفع ما قد أصابك من الأذى والهم والقلق.
وأما ما ترينه في المنام من أهوال فإنها جزء من إيحاءات الشيطان يريد بها أن يُنغص عليك عيشك ويُحزن قلبك، فلا تهتمي بذلك، فإن من الرُّؤى ما هو أهاويل الشيطان - كما سمَّاها النبي صلى اللهُ عليه وسلم - ومنها ما هو من حديث النفس وما يهتمُّ به الإنسان في يقظته فيأتيه في منامه، وهذا فيما يبدو لنا هو ما تعانين منه، فإنك تعيشين قلقًا في اليقظة ينعكس ذلك حال المنام، فلا تحزني لذلك، ولا تهتمِّي به، ولا يُشكِّل ذلك حقيقة حتى تخافي منها، إنما هو جزء من حديث النفس وأهاويل الشيطان، علاجه أن تستعيذي بالله تعالى من شرِّ الرُّؤى إذا رأيتها، وتستعيذي بالله من شر الشيطان، وتتحولي عن جنبك الذي كنت عليه، وإذا قمتِ فصلَّيتِ فإن ذلك أكمل ما يكون في دفع شر هذه الرُّؤى وإذهاب قلق النفس.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.