أشكو من الحساسية بعد الاستحمام .. هل من علاج؟
2015-08-29 02:53:33 | إسلام ويب
السؤال:
عندي 22 سنة، وأعاني من الحساسية دائما بعد الاستحمام، أظل دائما أهرش في جسمي، وتظل لمدة (5) دقائق، وأشعر بألم شديد، وكذلك في أوقات متفاوتة تظل حالة الحرش في جميع أنحاء الجسد، ذهبت لدكتور فكتب لي علاجا لمضادات الهيستامين، ولكن لم تجد نفعا.
أريد أن أتخلص من ذلك الألم، وأسأل الله الشفاء، ثم أسأل الله أن يسددك في إعطاء النصيحة التي تعالجني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور من خلال التاريخ المرضي المذكور، ووصفك لحالتك أنك تعاني من مرض الأرتيكاريا أو الشرى، وهو مرض جلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و ...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.
النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.
وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم, أو التعرض للشمس، وربما تكون مصابا بذلك النوع من الأرتيكاريا.
وبالنسبة لأرتيكاريا الماء تحديدا حيث إنك ذكرت أن الأصابة تكون بعد الاستحمام، فلا بد من التأكد من أن الماء هو المسبب الرئيسي للمشكلة، وذلك باستبعاد الأمور الأخرى المرتبطة بالتلامس مع الماء مثل منظفات الجسم، ويجب اختبار درجة حرارة الماء، وهل المشكلة تحدث مع درجات الحرارة المختلفة؟ لأنه من الممكن أن تكون السخونة وبداية التعرق هي السبب، وليس التلامس مع الماء؛ لأن ذلك النوع من الأرتيكاريا الفيزيائية هو أكثر شيوعا من حساسية الماء، وتوجد بعض الاختبارات لأنواع الأرتيكاريا الفيزيائية المختلفة يمكن إجراؤها بواسطة طبيبك المعالج، وقد يصاب المريض بعدة أنواع من الأرتيكاريا في نفس الوقت.
في العادة الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت؛ فتفاءل خيرا.
علاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرضٍ, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة؛ للسيطرة على الحالة، أو استخدام علاجات أخرى.
وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصل مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة.
وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.