لدي غيرة شديدة من الجمال في بعض الناس، ما نصيحتكم؟
2015-07-28 03:07:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا مشكلتي أني أغار ويصيبني القهر من الوضيئين بشكل كبير، ويصيبني إحباط.
هناك فتاة أحبها ونويت الزواج بها، لكن اكتشفت أن أخاها فائق الجمال فتراجعت! وأيضاً أبناء أعمامها وضيئون، وهذا ما زاد الطين بلة، فأنا الآن في حالة يرثى لها، أفكر في التجميل وأجد أنه حرام، وأفكر في ترك الفتاة لكنها ستبكي وتتأثر نفسيتها جداً.
ما العمل؟ أرجوكم تعبت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك –ابننا- في موقعك، ونشكر التواصل والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا تترك الفتاة ولا تتواصل معها إلا عبر المجيء لدارها من الباب، واعلم بأن الجمال الفعلي هو جمال النفوس، جمال الباطن جمال الأخلاق، أما جمال الجسد فعمره محدود لكن جمال الروح بلا حدود.
قال الشاعر الحكيم:
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس.
الجمال مطلوب في المرأة، والأنثى جميلة بحيائها وإيمانها وعفتها، أما الرجل فجماله في رجولته وحضوره المجتمعي، وفاعليته بعد تمسكه بدينه وتحليه بمكارم الأخلاق.
نتمنى أن تطرد عن نفسك الوساوس، وترضى بقسمة الله بين عباده، وابحث عن نقاط القوة فيك، واجتهد في تطوير نفسك، واعلم أن النجاحات تغني عن المظاهر الخادعات.
إن رب العزة لا ينظر إلى صورنا، ولا إلى أجسادنا ولا إلى أموالنا، وليس لنا كسب في كل ما ذكر، وليست الأشياء المذكورة ميزاناً للتفاضل، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وبطهارة القلوب وامتلائها بالتوحيد وبصلاح الأعمال بالإخلاص فيها والمتابعة تحصل الرفعة عند الله ثم القبول عند الناس.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وإذا أردت أن تطلب يد فتاة فأعلم أهلك واطلب منهم أن يطرقوا باب أهلها، فإذا حصل القبول والوفاق وجاء الانشراح والارتياح قلنا: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
أما أن تكون علاقة في الخفاء فتتمدد بينكم العواطف المحرمة فهذا إشكال ومخالفة، (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، فنسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والطاعة لرب العباد.
تثق في ما وهبك الوهاب، ولا تنظر إلى ما في أيدي الناس، وأعلن رضاك عن قسمة رب العباد، واشكر ما أنت فيه من الخير لتنال بشكرك المزيد.
والله الموفق.