مواصلة الدراسة بين الطموح ومشاكل الحياة
2015-06-15 01:24:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله العظيم أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان، ويرزقنا فيه حسن العمل، ويتقبله منا، وجزاكم الله خير الجزاء على ما تبذلونه من جهد في هذا الموقع.
استشارتي طويلة، وسأحاول أن ألخصها في نقاط:
- تخرجت من كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر 2009.
- كان لدي طموحات أن أكمل دراستي، وأحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه، وأتميز في مجالي.
- وضعي المادي لم يكن يسمح في هذا الوقت، فاضطررت للسفر للخارج لدولة عربية؛ لتحقيق هدف مرحلي وهو الزواج، وبناء بيت، وتسديد الديون.
- سافرت في 2010، وإلى الآن أعمل في مجال المبيعات بعيدا تماما عن مجال الدراسة.
- الحمد لله تزوجت، وبنيت بيتا صغيرا، وأنجبت طفلا، وباقي جزء بسيط من الديون سأقضيه بنهاية هذا العام بإذن الله.
- لم أتقدم خطوة واحدة في التخصص العلمي؛ لأن العمل يأخذ كل وقتي، وأيضا -صراحة- أصابني الكسل وضعف الهمة.
سؤالي:
أريد الآن أن أستكمل السير؛ لتحقيق هدفي، فماذا أفعل؟ ولا أستطيع العودة لاستكمال الدراسة في بلدي لأسباب أمنية، وفي وضعي الحالي لا أستطيع السير في طريقين متوازيين: طريق العمل، وطريق الدراسة. فهل أذهب للدراسة في السودان مثلا في جامعة أم درمان؟
وكيف يمكنني أن أعمل وأدرس؛ لتوفير مصاريف الدراسة، ومصاريف زوجتي وأهلي؟ أم ماذا أفعل؟
أشيروا علي، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير، ويحقق لنا ولكم الآمال.
لا شك أن الدعوة إلى الله من أرفع مقامات الدين، وهي وظيفة رسولنا الأمين، وتشرف بها من بعده الصفوة من المؤمنين، فاحرص على نيل شرف الدعوة إلى الله، كيف وقد قال الله: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا} ونهنئك على الانتهاء من أهدافك المرحلية، ونتمنى ألا تغيب عنك الهمة، فأنت تملك مؤهلات الصعود إلى القمة.
وأنا أعرف قيادات عمالية ودعاة، وأطباء ودعاة، ومهندسين ودعاة، فالمنجد مهندس، والزنداني صيدلاني، ومحمد إسماعيل المقدم طبيب، وموسى الشريف طيار، وكان بعض الزملاء يدعو وسط العمال ويقدم لهم المواعظ القصيرة عقب الصلوات، فاجعل شعلة الدعوة حية في نفسك، واحمل هم الهداية، وقدم ما عندك للزملاء، وانصح للزوار والعملاء، وتاجر في إرضاء رب الأرض والسماء، واجعل جزءا من وقتك لتجديد المعلومات، واتفق مع زوجتك على مذاكرات ومدارسات، واستمع للدروس العلمية والمحاضرات في ذهابك لعملك والإياب؛ حتى تعيش في الجو العلمي، وأخلص لله يبارك لك، وتُعان بإخلاصك على الاستمرار.
وأذكر أن البروفسور يوسف الخليفة أبوبكر وكان رئيسا لمجلس أمناء جامعة القرآن جمع الطلاب، وأخرج من لهم مهن وحرف ورتّب لهم مكافأة مقابل أعمال كلفهم بها في الجامعة، وفرح بها، وقال: هكذا نريد الدعاة في كل ميدان، وبحرف في أيديهم تغنيهم وتعينهم على قول الحق دون أن يخافوا على رواتبهم؛ لأن لهم مهنا وأعمالا حرة، فلا تترك عملك، واحمل هم الدعوة حيثما كنت، وأبشر بالخير والتوفيق.
أما بالنسبة لمسألة الدراسات العليا، فنحن نشجع فكرة الانتساب في الجامعة المذكورة أو في غيرها، وهناك عدد من الجامعات لها مكاتب خارجية، وفي الرياض وجدة وبعض المدن مكاتب ومراكز تسهل عليك مواصلة الدراسة، فابحث عنهم، وسارع بالالتحاق، واعلم بأن العمر يمضي، والمهام الأسرية تزداد، والضعف يحصل، فلا تتردد ولا تتأخر، واستعن بالله -جل وعلا- وتوكل عليه سبحانه.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والسعادة والنجاح، ونفع الله بك بلاده والعباد.