لدي كيس دهني في الرحم، فهل هو السبب في النزيف وطول الدورة؟
2015-06-10 01:11:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعدكم الله وحفظكم من كل مكروه.
صباحكم أمل جميل كنقاء وطهر أرواحكم.
أعاني منذ فترة طويلة من اضطرابات في الدورة الشهرية، فقد يطول معي الحيض إلى 25 يوماً وأحياناً أكثر من هذا، لكنني في اليوم العاشر وأحياناً الثاني عشر أرى الطهر، وبعد الاغتسال وأداء العبادات في اليوم التالي ينزل الدم، عبارة عن سائل دموي خفيف وعادة يكون ثقيلا أحمر قانيا، وأحياناً لا يملك صفات دم الحيض، لكنني منذ اليوم العاشر أغتسل وأصلي بعد تنظيف المنطقة جيداً، وبشكل شبه يومي أغتسل وأصلي إلى أن أرى الطهر، ولا أدري هل هذا يجوز شرعاً؟
وفي الشهر الماضي ازداد معي نزول الدم كثيراً، مع ألم شديد أسفل البطن يشتد في بداية الدورة، ويقل نوعا ما في نهاية الدورة، لكن الألم موجود لا يختفي، علماً أنه في التاريخ العائلي عندنا الفتيات ينزفن كثيرا في فترة نزول دم الحيض، ولهذا السبب راجعت دكتورة النساء والولادة لكي أطلب ما يمنع الحيض في شهر رمضان، كي أؤدي العبادة بدون قلق وتوتر، وطلبت الدكتورة عمل أشعة تلفزيونية لكي ترى سماكة جدار الرحم، وفي الأشعة التلفزيونية اكتشفت الطبيبة بأنه يوجد كيس دهني داخل الرحم وليس على المبايض، وصل حجمه إلى 10 سم، هل يشكل خطرا؟ وطلبت مني الدكتورة عمل أشعة مقطعية للتأكد مما الذي يحتويه الكيس كي يتم العلاج.
بماذا تنصحونني؟ يا ترى ما سبب تكون الكيس الدهني؟ وما هي أضراره كوني فتاة غير متزوجة؟ لو طلبت الطبيبة تدخلا جراحيا بعد ظهور نتيجة الأشعة المقطعية، بماذا تنصحونني؟
أتمنى لكم السعادة الدائمة، ولكم عابق التحايا وجل الود.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
على الأرجح بأن الكيس الدهني الذي تم تشخصيه لك في الرحم هو عبارة عن ورم ليفي، وقد يكون حدث في داخله بعض التنخر والنزف فبدا وكأنه كيس دهني، وأنصحك بعمل الأشعة بالرنين المغناطيسي لمعرفة طبيعة الورم طالما أن التصوير التلفزيوني لم يكن مؤكدا، فالتصوير بالرنين المغناطيسي يعتبر آمنا ولا ضرر منه، وسيعطي معلومات أكثر دقة.
فإن تبين بأنه ورم ليفي فسيكون هو السبب في تطاول الدورة عندك، وحجم 10 سم يعتبر حجما كبيرا، لكنه ليس خطرا، فالورم الليفي هو ورم سليم ولا يتحول إلى خبيث، لكنه قد يتنخر وينزف ويكبر في الحجم، لذلك فإن الأفضل هو استئصاله وبدون تأخير، وبالذات في مثل ظروفك، لأنه يسبب لك النزف وتطاول الدورة، ولأنه ذو حجم كبير ومرشح للكبر أكثر، حيث أنه ورم يعتمد على هرمونات المبيض ويكبر بوجودها، وبما أنك ما زلت شابة وفي سن النشاط التناسلي فمن المتوقع أن يكبر أكثر في السنوات القادمة إن ترك بدون استئصال –لا قدر الله-.
على كل حال مهما كان شكل أو نوع هذا الورم، فبسبب حجمه الكبير وبسبب موضعه يجب استئصاله، والاستئصال سيسمح بفحصه نسيجيا وتحديد طبيعة الخلايا فيه.
إذن –يا ابنتي- أرى بأنه من الضروري عمل استئصال لهذا الورم وبدون تردد أو تأخير، ويجب أن تكون الطبيبة ذات خبرة عالية لتتمكن من القيام بالعملية والحفاظ على الرحم، كونك لست متزوجة ومن المهم المحافظة على قدرتك على الإنجاب.
نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.
ـــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
ما دام نزول الدم يستمر مدة خمسة وعشرين يوما فإنه لا يمكن جعله حيضا كله، وأنت مستحاضة بلا شك، والواجب على المستحاضة إذا كانت لها عادة قبل هذه الاستحاضة أن ترجع إلى عادتها، فتحسب أيام عادتها هي أيام الحيض، وما كان زائدا على العادة فهو استحاضة، وإذا لم تكن لها عادة فالواجب عليها أن تعمل بالتمييز إذا كانت تستطيع أن تميز بين الدماء التي تنزل منها، فدم الحيض له صفاته، فهو أسود له رائحة كريهة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإنه أسود يعرف) فإذا كنت ترين الدماء بلونيين مختلفين أو بألوان مختلفة، فاعملي بالتمييز بأن تجعلي الأشد منها يعني الأسود، أو الأشد حمرة تجعلينه هو الحيض إذا صلح أن يكون حيضا، وذلك بألا يقل عن يوم وليلة، ولا يزيد عن خمسة عشر يوما، فهذا هو الحيض، وما عداه يكون استحاضة.
والذي فهمناه من كلامك أنك تستطيعين التمييز بين الدماء، فهناك ما هو أحمر وهناك ما هو أشد حمرة، والأشد هو الحيض إذا حصل به الشرط الذي ذكرناه، وهو أن لا يقل عن يوم وليلة ولا يزيد عن خمسة عشر يوما، فإذا انقطع هذا الذي ميزت أنه حيض اغتسلت غسل الحيض، ثم بعد ذلك يجب عيك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، بعد الاستنجاء وشد خرقة تمنع خروج الدم وانتشاره، فإذا جاء وقت الصلاة الأخرى لزمك أن تتوضئي ثانية وهكذا.
نرجو أن يكون الحكم الشرعي قد اتضح لك، وفقك الله لكل خير.