أخاف من فقدان أحبتي، فهل أنا مريضة؟
2015-05-24 12:57:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة مخطوبة، أعاني من الخوف الشديد من فقدان الأحبة، وكثيراً ما يرتبط في ذهني أن عدم ردهم على الهاتف عند اتصالي بهم، أو تأخرهم ولو لفترة بسيطة، بأن مكروهاً قد أصابهم، فمثلا لو اتصلت على خطيبي ولم يجبني، تصيبني حالة من القلق والخوف الشديد، وأتخيل أنه قد توفي، ويصور لي عقلي مراسم دفنه، ثم أبدأ في بكاء هستيري، وأشعر ببرودة الأطراف والتنميل في الجسم.
فما تشخيصكم لحالتي؟ وهل أنا مريضة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maha حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، وأنت -إن شاء الله تعالى- لست مريضة بمعنى المرض النفسي المعروف، لكن الظاهرة التي تتحدثين عنها أيضًا هي مزعجة بعض الشيء، والذي يظهر لي أنك حسَّاسة جدًّا، بل مُفرطة في الحساسية، وتخوّفك من فقدان الأحبة أعتقد أنه مبالغ فيه، ومثل هذه المشاعر يتمّ كبحها أو التخفيف منها من خلال التوكُّل على الله والدعاء، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك ويحفظ من تُحبين، وأن تضعي جميع الاحتمالات، وإذا لم يردَّ أحد على الهاتف، هذا لا يعني أن مكروهًا قد وقع له، فالاحتمالات كثيرة جدًّا، فيجب ألا تُدخلي نفسك في دهليز التشاؤم فقط، لا، ويجب أن تكون توقعاتك في حدود المعقول، وإن لم يتصل بك أحد أو لم يردَّ عليك أحد، واجعلي توقعاتك توقعات واقعية، بمعنى أنه ربما يرد عليك في وقتٍ لاحق، أو أنه مشغول، أو شيء من هذا القبيل.
كما أن تفاعلك الهستيري مع الأمور، هذا أمرٌ ليس معقولاً وليس مقبولاً، أنا لا أريدك أبدًا أن تتطبعي وتتواءمي مع مثل هذا النوع من التفاعل النفسي، هذا تفاعل خاطئ جدًّا، ويجب أن تُناقشي نفسك، ويكون لديك القوة، ويكون لديك الموازنة الوجدانية الصحيحة، وتذكري أن الضعف البشري الوجداني بالكيفية التي تحدث لك قطعًا هو مُنقصٌ للإنسان، وكوني مثل الآخرين، وعليك بالدعاء، وعليك بالفعالية، ومن وجهة نظري: أنت محتاجة بالفعل أن تُقوِّي من ذاتك، وتتجاهلي هذا التشاؤم تمامًا.
أنت لست مريضة، أؤكد لك ذلك، فهي مجرد ظاهرة، وربما تكون نتاج لبعض التراكمات البسيطة، فيمكن أنك تعرضتِ لمواقف فيها شيء من التخويف، أو قرأت عن فقدان أحدٍ، أو شيءٍ من هذا القبيل، فكوني أكثر إيجابية وتفاؤلاً، وانظري إلى الأمور بمنظار العقل أكثر من منظار العاطفة.
باركَ الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.