كلما صادقت أحدًا نفر مني، فكيف أكسب الأصدقاء؟
2015-05-18 22:10:59 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسال الله لنا ولكم التوفيق.
في البداية الأصدقاء يحبون أن يتكلموا معي بأي طريقة، وبعد الصداقة يتركونني وحيدًا! ما السبب؟
تعرفت على صديق جديد في الجامعة، وكانت صداقتنا حلوة، وأحببته في الله بسبب أسلوبه، وبعد فترة زمنية قصيرة تعرّف هو على أصدقاء جدد، وتركني، حاولت أكلمه عن طريق الواتس، لكنه يقرأ الرسالة، ولا يرد، وفي الغد التقيت به، وكلمته لماذا لم ترد على رسائلي؟ قال: إن الجوال مع أحد إخوانه.
أريد الحل، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولًا: دعنا ابتداءً نقرّر قاعدة، ونتفق عليها، وهي: (إذا ابتعد عنك كل من كان معك، فالخلل فيك، لا فيهم) (وإذا ابتعد عنك بعض من كانوا معك، فالغلط محتمل) ومن خلال حديثك تبين لنا أن كل من تصادقهم يبتعدون، وهذا يدل على وجود شيءٍ ما فيك ينبغي أن تغيّره، وبمجرد معرفته يسهل عليك الحصول على أصدقائك والمحافظة عليهم.
ثانيًا: هناك بالطبع أسباب كثيرة، ولا نقدر من خلال هذه الرسالة المقتضبة أن نحدد السبب الأكيد، ولكن الأكيد عندنا أنك لست شخصية منفرة في المظهر بدليل حبهم لك ابتداء، وهذا يرجح أن السلوك هو الذي أبعدهم عنك.
ثالثًا: أنت تعلم -أخي الفاضل- أنك لست في عالم وحدك، بل أنت في عالم فيه أنت وغيرك، والبعض يحاول أن يحتفظ بصديقه لنفسه هو، ولا يرضى أن يكون له خصوصية مع غيره، وهذا قد ينفرهم منه، فهل هذا طَبْعٌ فيك؟ نحن نحاول أن نكتشف معًا الخلل القائم.
رابعًا: نريد أن تجلس مع نفسك، وأن تستحضر طريقة معاملتك لغيرك، فهذا سيسهل عليك معرفة السبب، وعند معرفته ومعالجته ستزول تلك الحالة -إن شاء الله-.
خامسًا: إذا لم تستطع التعرف وحدك، فيمكنك اختيار صديق متدين عاقل من بين أصدقائك الذين ابتعدوا عنك، المهم أن يكون متدينًا وعاقلًا، واسأله عن ذلك، وأبلغه أنك بحاجة إلى مساعدته.
سادسًا: نريدك أن تعمّق قدراتك العقلية في التواصل مع الغير بالقراءة، وهناك كتب كثيرة في ذلك منها: (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فيهم)، اجتهد في القراءة حول هذه الكتب، وستجد أشياء مفيدة جدًا لك.
في الختام: نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدّر لك الخير حيث كان، والله الموفق.