أريد أن أعرف إذا كنت مصابة بالسحر، فهناك شخص أخبرني أني مصابة، فما رأيكم؟
2015-05-03 04:55:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بنت، وعندي مشكلة، وتكلمت مع شيخ؛ حتى أعرف إذا هناك سحر، وطلب اسمي واسم أمي وتاريخ الميلاد، ثم طلب أن أتصل به بعد ١٠ دقائق.
بعدها تكلمت معه، وقال: فيكِ سحر قديم، سحرٌ بعدم الراحة، وتطرق لِتفاصيل صحيحة بخصوص عائلتي، وقال: إنه مُمكن أن يفك السحر، ولكنه طلب مبلغًا ماليًا من أجل البخور، هل هذا صحيح؟
أنا فعلًا أريد أن أعلم إذا كنتُ مصابة بالسحر أم لا؛ لأن حياتي كلها غير طبيعية.
شكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بكِ، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة-، فإنه مما لا شك فيه أن تغيُّر الحال له أسبابه ودواعيه، فقد يكون بسبب سحرٍ أو مسٍّ أو عينٍ أو حسدٍ، وقد يكون بسبب عضوي، وقد يكون بسبب المعاصي والأخطاء أو الغفلة التي يُعاني منها الناس، وقد يكون ابتلاءً من الله -تبارك وتعالى- وهذا كله وارد؛ ولذلك فالجزم والقطع بأن سببه السحر هذا أمرٌ حقيقةً صعبٌ جدًّا؛ لأن السحر أمرٌ غيبي، لا يعلم عنه أحد شيئًا، ولأن السحر هذا عالم آخر، متاهة، لو دخل فيه الإنسان ما استطاع أن يخرج منه بسهولة.
مع الأسف الشديد أنك عندما تكلمت مع شيخٍ -كما ذكرتِ-، طلب منك أشياء، هذه الأشياء لا يطلبها إلا السحرة أصلاً، فالذي يطلب الاسم واسم الأم وتاريخ الميلاد، والذي يطلب منك أن تتصلي به بعد فترة، هذا يدل على أنه يستعين بالسحر، ويستعين بالجن والشياطين؛ ولذلك طلبَ منك أموالًا لعمل البخور وغير ذلك، فهذا الساحر لا ينبغي عليك أن تتعاملي معه.
أحب أن أبيِّن لك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه، فقد كَفَرَ بما أُنزل على محمد)، فالذهاب إلى الساحر أو الاستعانة به أو دفع الأموال له لحل المشكلة؛ هذا مما حرَّمه الله -تبارك وتعالى-، وأنا أُحذرك من ذلك؛ لأن هذا الشيطان -أي الساحر- الذي تتعاملين معه الآن لو أنه فِعلاً كان قادرًا على حل مشاكل الناس، لكان من أسعد الناس، ولكنْ نجده أكثر الناس فقرًا، وأكثر الناس همومًا ومشاكل، وأواصره ممزَّقة، وأولاده من الفشلة، وسبب ذلك أنه يدّعي أنه يعلم أشياء وأنه على كل شيء قدير، فيريد الله أن يُخزيه أمام الناس، فنجده من أتعس الناس ومن أسوئهم حظًّا.
لذلك أقول: لا ينبغي أن تتواصلي معه أبدًا، ولا أن تتصلي به؛ لأن ذلك يزيد المشكلة مشاكل.
الراقي الصحيح، هو الذي يبدأ بالعلاج، يقرأ عليك كلام الله -تعالى- وكلام نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ولا يذكر أي شيء عن الحالة مطلقًا، اللهم إن كان ذلك بعد أن يقرأ عليك قراءة طويلة، يستطيع أن يعرف، بعضهم يعرف وبعضهم لا يعرف، ونحن حقيقة نُفضّل أن الإنسان يعالج الحالة دون أن يتعرض لتسمية التشخيص -سحرًا كان أو حسدًا أو مسًّا أو عينًا-؛ مخافة أن يكون الكلام ليس صحيحًا ويوقع الناس في حرج، ويُوقع الناس في بلبلة وعدم استقرار.
لذا أقول: لا تتصلي به، ولا تسألي عنه، ولا تُرسلي له شيئًا، وتوبي إلى الله -تبارك وتعالى-، واستغفريه من هذا الأمر، ثم بعد ذلك ابحثي عن راقٍ من الرقاة المشهورين الذين يُعرفون في مساجد أهل السنة، ويُعرف عنهم بالالتزام بالشريعة ظاهرًا وباطنًا حسب ما يرى الناس، وهؤلاء كُثر -ولله الحمد- وموجودون بوفرة، ولا يطلبون من أحد شيئًا، فإن وجدت أحدًا من هؤلاء، فأعتقد أنك سوف تستفيدين -بإذن الله تعالى- من الرقية ما دامتْ حياتك غير طبيعية.
كذلك أيضًا تستطيعين أن تقومي برقية نفسك بنفسك، وهذا أمر ليس صعبًا، آيات الرقية معروفة، وأحاديث الرقية معروفة، وهناك كتيبات، وهناك كتب، وهناك سيديهات، وهناك أشرطة في الأسواق، تستطيعين من خلالها أن تُعالجي نفسك بنفسك أو يعالجك أحد أقاربك، وذلك أفضل.
من الممكن أن تستمعي للرقية الشرعية عن طريق الإنترنت، خاصة رقية الشيخ محمد جبريل –هذا المُقرئ المصري–، فإنها قوية جدًّا ومفيدة، وعليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلوات، وعليك بالمحافظة على أن تكوني على طهارة معظم الوقت، ولا تنامي إلا على وضوء، وعليك بالمحافظة على أذكار النوم أيضًا؛ فإن الله يحفظك بها حفظًا عظيمًا، وبذلك سوف تُحَل هذه المشاكل كلها.
هذا، وبالله التوفيق.