الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة، وثقتك في إسلام ويب، جزاك الله خيرًا على رسالتك الرصينة والواضحة جدًّا.
أنت وصفت ظاهرة معروفة جدًّا لدينا في الطب النفسي، وهي ظاهرة الهلاوس الكاذبة، أو ما يُعرف بشبه الهلاوس، وهي بالفعل تكون في بدايات النوم، أو قبل اليقظة من النوم مباشرة، لكنها تحدث أكثر في بدايات النوم.
هذه الظاهرة –أيها الفاضل الكريم– لم تُوجد لها تفسيرات كاملة، لكن هنالك نظريات:
أولاً: هنالك بعض الأشخاص لديهم قابلية أكثر من غيرهم لحدوث هذه الظاهرة، ويظهر أنه ربما يكون لديك بعض الاستعداد أو ما يُسمى بالظروف المُهيأة، يعني أن بناءك النفسي وشخصيتك وبناءك الجيني جعلك أكثر قابلية لهذه الحالة، وبما أن أختك الكريمة تُعاني من نفس الشيء فهذه النظرية مقبولة في حالتك، لكن هذا لا يعني أن هنالك إرثًا مباشرًا، لا يعني (مثلاً) أن الموضوع سوف يؤثر على ذريتك أو شيء من هذا القبيل، هو مجرد نوع من الاستعداد للحالة لدى بعض الأشخاص.
ثانيًا: هذه الحالات مقترنة بالقلق النفسي، أو الإجهاد الجسدي والنفسي، أو الانفعال الوجداني الشديد، هذه الحالات نُشاهدها في هذه المواقف وبكثرة.
ثالثًا: أعتقد أن انقطاع النيكوتين في حالتك له بعض التأثير، فالانقطاع المباشر من النيكوتين –وإن كان أمرًا إيجابيًا إلا أنه قد– يؤدي إلى بعض الارتدادات السلبية، ومنها الشعور بالقلق، وهذا القلق يمكن أن يكون قلقًا مُبطنًا وداخليًا، اضطرابات النوم أيضًا مشهورة جدًّا، وهذه الحالات تختفي بعد أسبوعين إلى ثلاثة من التوقف من النيكوتين.
إذًا –أيها الفاضل الكريم– العوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة واضحة، وأنا أؤكد لك أنها ليست من الجنون، أنها ليست مرضًا نفسيًا، هي مجرد ظاهرة، ونحن كثيرًا ما نسأل عنها (طلاب الطب وكذلك الأطباء المتدربين).
العلاج –أخِي الكريم– يتمثل في الآتي:
أولاً: تجنب تناول الأطعمة الدسمة ليلاً أو في وقتٍ متأخر، وكذلك التوقف عن تناول الشاي والقهوة والشكولاتة والأجبان بعد الساعة السادسة مساءً.
ثانيًا: الحرص على أذكار النوم، وأن تكون في حالة استرخائية ذهنيًا ونفسيًا.
ثالثًا: الرياضة يجب أن تأخذ حيزًا كبيرًا في حياتك، وكذلك تمارين الاسترخاء، ولتطبيق تمارين الاسترخاء يمكنك أن ترجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015).
رابعًا: كن معبرًا عن ذاتك، ولا تحتقن داخليًا، لأن التفريغ النفسي يُساعد كثيرًا في عدم ظهور هذه الظواهر.
أخيرًا أخِي الكريم: تجنب النوم النهاري تمامًا، وأعتقد أنه من الممكن أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة لمدة أسبوعين أو ثلاثة، أنا أعرف أن الحالة لا تأتيك دائمًا، لكن بناء قاعدة علاجية كاملة يُسهل في زوالها تمامًا، هي قد تختفي تلقائيًا مع مرور الزمن.
عقار (جنبريد genprid) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون مفيدًا جدًّا، تناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم كبسولة مساءً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.